إيطاليا تدين «هجوم طائرة مسيّرة» على قافلة المساعدات إلى غزة وترسل فرقاطة إلى المنطقة

أدان وزير الدفاع الإيطالي الهجوم بطائرات من دون طيار الذي وقع خلال الليل على أسطول يحاول كسر الحصار البحري المفروض على غزة لتوصيل مساعدات، ووصف الاعتداء بأنه غير مقبول. وأمر غيدو كروستّو بإرسال فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية نحو مجموعة مكوّنة من 52 قارباً ضمن ما يُعرف بـ«أسطول الصمود العالمي» لمساعدة المواطنين الإيطاليين على متنها.

ذكر منظمو الأسطول أن عدداً من السفن سجّلت انفجارات وإسقاط أجسام من الجو، إضافة إلى تحليق طائرات من دون طيار وتشويش في الاتصالات، واعتبروا ذلك تصعيداً خطيراً. ولم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية تعليق فوري، مع أنها سبق وأن أعلنت أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى وجهته.

أثار الحملة اهتماماً واسعاً في إيطاليا لوجود عدة سياسيين إيطاليين على متن السفن. وصف النائب آرتورو سكوتّو ما جرى بأنه «قنابل صوتية ورشقات تفجير ومؤثرات ضوئية»، فيما تحدثت عضو البرلمان الأوروبي بينديتا سكودري عن ثلاث ساعات من الحوادث التي قد تكون تسببت بإصابات خطيرة.

أظهر تسجيل فيديو لم تُتحقّق صحته، نشره الأسطول، رجلاً يقفز إلى سطح يخت بعد ما بدا أنه انفجار قريب، بينما بدا انفجار آخر في شريط ثانٍ قال الأسطول إنه تم تصويره من على متن سفينة «سبكتْر». وفي بيان أولي أفاد الأسطول بسماع نحو 13 انفجاراً على متن بعض القوارب وحولها جنوب جزيرة كريت، وتلقّى تقارير عن إسقاط أشياء على عشرة قاعات على الأقل بواسطة طائرات من دون طيار أو طائرات أخرى من دون أن تسجل أضرار مادية.

لاحقاً أصدر الأسطول بياناً أكثر تفصيلاً اتهم فيه المهاجمين بنشر أجهزة متفجرة وحارقة، وتعمّد تفريق مواد كيميائية على سفن مدنية، وتعطيل أجهزة الاتصالات الطارئة، وإحداث أضرار مادية محسوبة تهدف إلى جعل السفن غير صالحة للإبحار وتعريض المتطوعين للخطر.

يقرأ  هل تتحول باراغواي إلى وادي السيليكون في أمريكا الجنوبية؟

طلب ركاب السفن مساعدة خفر السواحل اليوناني، وقال مصدر في الخفر لوكالة الأنباء اليونانية AMNA إن سفينة برتغالية تابعة لوكالة فرونتكس أرسلت إلى المنطقة لكنها لم تجد دليلاً على أضرار مادية في القوارب.

ووصفت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، المشاركة من بين شخصيات بارزة مؤيدة للفلسطينيين، ما حدث بأنه «تكتيك تخويف»، مؤكدة في بث مباشر مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية فرانسيسكا ألبانيز أنها وفريقها كانوا على دراية بالمخاطر ولن يوقفهم ذلك، وأنهم عازمون جداً على مواصلة مهمتهم.

من جهتها، زعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الأسطول «منظّم بواسطة حماس»، وحذّرت من أنها «لن تسمح للسفن بدخول منطقة قتالية نشطة ولن تسمح بكسر حصار بحري مشروع». وأضافت أنه إذا كان القصد فعلاً توصيل مساعدات إنسانية وليس خدمة لحماس، فعلى السفن أن ترسو في مرسى أشكلون وتفرغ المساعدات هناك ليتم نقلها بتنسيق سريع إلى قطاع غزه.

يقول منظمو «أسطول الصمود العالمي» إن هدفهم كسر الحصار الجائر عن غزة بحراً وفتح ممر إنساني وإنهاء ما وصفوه بالإبادة المستمرة للشعب الفلسطيني. وفي الأسابيع الماضية أبلغ الأسطول عن استهداف سفينتين في هجمات بطائرات من دون طيار أثناء رسوّهما قرب سواحل تونس، وتحقق السلطات التونسية في تلك الادعاءات.

في يونيو كانت تونبرغ من بين اثني عشر شخصاً على متن سفينة مساعدات متجهة إلى غزة («مادلين») اعترضتها قوات إسرائيلية على بعد نحو 185 كيلومتراً غرب غزة، وفي يوليو أُعترضت سفينة أخرى («هندلة») على بعد نحو 75 كيلومتراً من الساحل.

أبحرت قوارب الأسطول بعدما أكدت تصنيفات الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة وجود مجاعة في مدينة غزة وحذرت من احتمال امتدادها إلى وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع. وذكر مجلس الصحة التابع لحماس في غزة أن ما لا يقل عن 440 فلسطينياً توفّيوا بسبب آثار سوء التغذية منذ بدء الحرب، منهم 162 وفاة بعد إعلان المجاعة.

يقرأ  فيديو من ٢٠٢٢ يعيد الظهور — ويزعم أن مشروع قانون جديد في جنوب أفريقيا يفضّل المتعدّين على الأملاك

ودعا متحدث باسم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إسرائيل إلى «رفع الحصار عن غزة فوراً والسماح بدخول المواد المنقذة للحياة بكل الوسائل الممكنة». وأضاف أنه بصفتها القوة المحتلة «عليها تأمين الغذاء والإمدادات الطبية للسكان بأقصى ما تسمح به الوسائل المتاحة، أو تيسير آليات إغاثة إنسانية محايدة تُقدَّم بسرعة ودون عوائق».

تؤكد إسرائيل أنها تتصرّف وفق القانون الدولي وتيسّر دخول المساعدات، لكنها تُعارض نتائج تصنيف الأمن الغذائي وأرقام وزارة الصحة في غزة وتنفى بشدة، بما في ذلك أمام لجنة تحقيق أممية مؤخراً، ارتكاب قواتها جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في القطاع.

حتى وقت قريب كانت حكومة القومية اليمينية برئاسة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تُعتبر من أقرب حلفاء إسرائيل في أوروبا، لكن لهجة روما بشأن الحرب في غزة تزايدت تشدّداً تحت ضغوط داخلية. وتشير استطلاعات الرأي إلى تحول في مواقف العامّة ضد إسرائيل، وقد نجحت النقابات قبل يومين في حشد عشرات الآلاف من الإيطاليين للتظاهر في ما يصل إلى 80 مدينة وبلدة.

ورغم أن إيطاليا لم تنضم إلى كل من بريطانيا وفرنسا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فقد اقتربت ميلوني من مواقف هاتين الدولتين، وأشارت إلى أنها لا تعارض تصويتاً برلمانياً يعترف بفلسطين شريطة أن تفرج حماس عن جميع الرهائن وأن تُستبعد عن أي عمليات حكم أو مؤسسات حكومية.

شنّت القوات الإسرائيلية حملة على غزة ردّاً على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر ذلك عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين آنذاك. ومنذ ذلك التاريخ، أعلن قطاع الصحة في غزة مقتل ما لا يقل عن 65,419 شخصاً جراء الهجمات الإسرائيلية.