إيقاف ثمانية تلاميذ بعد تداول فيديو يظهر اعتداءً في مدرسة بجنوب أفريقيا

علّقت السلطات في جنوب أفريقيا ثمانية تلاميذ مرتبطين بقضية تنمّر أثارت سخطاً وطنياً واسعاً.

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع شريط فيديو يُظهر اعتداءً مروعاً وقع الأسبوع الماضي في مدرسة ميلنرتون الثانوية في كيب تاون.

يُبين الفيديو عدة فتيان يضربون زميلاً لهم مراراً بأدوات مختلفة، من بينها عصا هوكي وأنبوب مياه وحزام. وذكرت التقارير أن الفتى كان واحداً من بين تسعة تعرضوا للاعتداء المزعوم.

يمثّل التنمر داخل المدارس مشكلة حقيقية في جنوب أفريقيا، وغالباً ما تنتشر مقاطع العنف بسرعة عبر الإنترنت. ويُعدّ هذا المقطع واحداً من أكثر ما ظهر من مشاهد مروعة خلال السنوات الأخيرة.

أدانت منظمات ومكوّنات سياسية الحادث الذي وقع في 16 أكتوبر، فيما أكدت الشرطة فتح قضية اعتداء والتحقيق فيها.

قالت والدة الفتى البالغ من العمر 16 عاماً لوسيلة محلية على الإنترنت (News24) إن ابنها كان قد تغلب على السرطان وأنهى جلسات العلاج الكيميائي في وقت سابق هذا العام. ونقلت عنها العبارة: «ابني انتصر على السرطان، فقط ليحصل له شيء كهذا».

أفاد عمّ الصبي لاحقاً للمحطة المحلية eNCA بأن الولد نُقل من المدرسه وتمت إزالته من صفه حفاظاً على سلامته.

أعربت منظمة العفو الدولية في جنوب أفريقيا عن استيائها الشديد من المقطع ووصفته بأنه «مقلق بعمق»، ودعت إلى اتخاذ إجراءات تأديبية فورية وفي توقيتها المناسب.

يُظهر الشريط، الذي تزيد مدته قليلاً عن دقيقتين، الفتى يناشد المعتدين التوقف عن ضربه. وبينما كان يطلق رجاءه المتوسّل، ضربه أحد الفتيان مجدداً بحزام وسط ضحك بعض الحاضرين.

كما بدا عدد من الفتيان وهم يستعرضون تعابير وجه مسخرة ويشجعون المعتدين بينما تجوب الكاميرا أركان الغرفة.

قالت المنظمة في منشور على منصة X: «لا ينبغي لأي طفل أن يتحمّل مثل هذه الوحشية في مكان يفترض أن يكون آمناً ومحميّاً من الأذى».

يقرأ  أكثر من ٦٠ منظمة سلام إسرائيلية وعربية تطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية

أوضحت وزارة التعليم في جنوب أفريقيا أنها تواصلت مع المديريه التعليمية في كيب الغربية، التي تشرف على المدرسة، وأكدت أن التلاميذ الموقوفين سيواجهون إجراءات تأديبية.

وقالت الإدارة الإقليمية إنها تتعامل مع المسألة بالجدية التي تستحقها.

حثّت الهيئتان الجمهور على عدم نشر مقطع الاعتداء أو الكشف عن هويات المعنيين، مشيرتين إلى أن ذلك «لا يفاقم سوى الصدمة التي يعانيها الضحية فحسب، بل يقوّض أيضاً حقوق وكرامة جميع التلاميذ المتورطين».

وأعربت رئيسة لجنة التعليم في البرلمان عن «رعبها المطلق وقلقها العميق» إزاء المشاهد.

قالت جوى مايميلا إن الحادث «ليس مجرد تنمّر بل يقترب من كونه اعتداءً — جريمة جنائية تتطلب تحركاً عاجلاً وحاسماً من كل السلطات المعنية».

وفي ظهر يوم الأربعاء، خرج أولياء الأمور الغاضبون في احتجاج أمام المدرسة مطالبين بإجراءات سريعة لحماية أبنائهم ومحاسبة المتورطين.

أضف تعليق