«هذا ما أَعادته إليّ دولة إسرائيل من الأسر، من أنفاق خان يونس: بول ماتان. هذا ما بقي لي من الابن البكر»، قالت إيناف زانغاوكر وهي ترفع كيساً بداخله قارورة بول.
إيناف زانغاوكر أمّ الرهينة ماتان زنغاوكر أفادت بأن قوات إسرائيلية كانت تعمل في خان يونس سلّمتها قارورة بول ابنها خلال مظاهرات أهالي الرهائن مساء الخميس في القدس.
«بدلاً من أن تُستعاد طفلي في صفقة، وبدلاً من تعريض الجنود والمُحتَجَزين للخطر، وبدلاً من إنهاء هذه الحرب وإتاحة الفرصة للأمة كلها لتتعافى وتبني نفسها من جديد، لتلتئم أجسادنا وأرواحنا — هذا ما جلبته لي دولة إسرائيل من الأسر، من أنفاق خان يونس: بول ماتان»، قالت وهي ترفع الكيس وتظهر القارورة.
«هذا ما بقي لي من طفلي. لن أقتنع بهذه القارورة — أريد احتضان ابني! أريد أن أساعده على التعافي! أريد أن أمشي به إلى المذبح مع إيلانا وأخواته!»
وتوجّهت بغضب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم إبرامه صفقة شاملة بعد أكثر من سبعمائة يوم من الحرب على غزة. «يا رئيس الوزراء، الأمر بيدك أن تعيد ابني إليّ. بيدك أن تُعيد عشرين رهينة أحياء إلينا. كل ما يلزمك توقيع واحد — لا شيء أكثر: نسخة واحدة من اتفاق شامل لإعادة الشهداء لدفنهم».
وفي تطور ميداني، نصب أقارب الرهائن وخيم الاعتصام أمام مقر رئاسة الوزراء في القدس؛ أفراد العائلة ومن بينهم الرَاهِنة السابقة وشريكة ماتان إيلانا غريتزفسكي ناموا في خيامٍ أمام المقر ليلة الخميس.
هذه الليلة الرابعة لمخيم الطوارئ الذي أقامته عوائل الرهائن والمفقودين في شارع غزة، بعد أن طُرد المتظاهرون من المنطقة مساء الأربعاء.
وجاء في بيان منتدى عائلات الرهائن والمفقودين: «لن نتوقف ولن نتنازل عن أحبتنا الـ48». ودعا البيان «شعب إسرائيل إلى الصعود إلى القدس غداً مساءً والانضمام إلينا للمطالبة بصفقة فورية لإعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب».
في وقت سابق من النهار، طالبت بار جودارد، ابنة الرهين المقتول ميني جودارد، نتنياهو بالتوقيع على صفقة تُعيد جميع الرهائن الذين قتلوا أثناء الأسر أو الذين تُحتجز بقاياهم كرهائن.
«هذا المشهد ليس فيلماً رعبياً، هذا هو حياتي. لقد دفنت أمي بالفعل بسبب هذه الحرب، وكل ما أطلبه ألا تنضم عائلة أخرى إلى صفوف الثكالى. أعيدوا أبي ليُدفن بجانب أمي»، قالت بار.
«كفى، أوقفوا هذا الجنون. لا تدعوا أمّاً أخرى تضع جسد ابنها في التراب. كان لدي والدان محبان، والآن أنا يتيهة تترجى قبراً. لا تسمحوا لأي أحد أن ينضم إلى دائرة الفقد».