قالت تيفين أوزيير، إحدى بنات بريجيت ماكرون الثلاث، أمام محكمة في باريس إن حملات التنمر الإلكتروني ذات الطابع الجنسي أثّرت سلباً على صحة والدتها وظروف معيشتها.
حضرت أوزيير، البالغة من العمر 41 عاماً، لتدل على الجلسة الثانية والأخيرة من محاكمة عشرة متهمين بنشر ادعاءات لا أساس لها حول جنس وهوية السيدة ماكرون. تُعدّ بريجيت، البالغة 72 عاماً، منذ زمن هدفاً لنظريات مؤامرة تزعم أنها امرأة متحولة جنسياً.
قالت أوزيير إنها أرادت أن تروي «الضرر الذي تعرّضت له والدتي»، وأن توضح كيف تغيّرت حياتها منذ بداية استهدافها بهذه الادعاءات. لاحظت «تدهوراً» في صحة والدتها بعدما انتشرت الشائعات حول جنسها وميولها، وأن ذلك دفعها إلى توخّي الحذر في اختيارات ملابسها ووضعياتها لأن «صورتها ستُستغل لتدعيم هذه النظريات».
أضافت أن الاتهامات تُنقل إلى والدتها يومياً، حتى أحياناً من أشخاص يقصدون الخير ويشفقون عليها. ورغم أن السيدة ماكرون «تعلّمت أن تتعايش مع الأمر»، بحسب أوزيير، فقد انعكست الآثار على أحفادها الذين يتعرّضون للسخرية في المدرسة. «لم تُنتخب، ولم تطلب شيئاً من أحد، ومع ذلك تتعرّض للهجوم»، قالت ابنة السيدة الأولى.
يطالب المدعون العامون بعقوبات مع وقف التنفيذ تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى اثني عشر شهراً، وغرامات مالية تصل إلى 8,000 يورو.
من بين المتهمين، الذين تراوحت أعمارهم بين 41 و65 عاماً، مسؤول منتخب ومالكة صالة عرض ومعلّم. يواجه رجل يُدعى أورليان بوارسون-أتلان اتهامات بنشر رواية مفادها أن السيدة ماكرون متحولة جنسياً، وبأن الفارق العمري البالغ 24 عاماً بينها وبين ايمانويل ماكرون يرقى ـ بحسبه ـ إلى «تحريض الدولة على البيدوفيليا». نفى المتهم ذلك أمام المحكمة وقدم نفسه على أنه «ساخر» يرغب في طرح وجهة نظر مختلفة عن الإعلام السائد.
سبق أن أدينت صحفية مستقلة تدعى ناتاشا ري وعرافة الإنترنت أماندين روي بتهمة القذف العام الماضي، بعد ادعائهما أن السيدة الأولى «لم توجد أصلاً» وأن أخاها غيّر جنسه وبدأ يستخدم اسمها؛ ثم أفرجت عنهما محكمة استئناف لاحقاً. كما برّر متهمون آخرون أفعالهم بمسمى «حرية التعبير»، بينما طالب أحدهم ماكرون بنشر صور لبريجيت وهي حامل لإثبات أنها امرأة بالولادة.
أعلن الزوجان ماكرون أنهما سيقدّمان مثل هذه الأدلة في دعوى قضائية قيدها ضد المؤثرة اليمينية الأميركية كانداس أوينز، التي كرّرت ترويج مزاعم بأن بريجيت رجل، وادعت في مارس 2024 أنها ستخاطر «بسمعتها المهنية كلها» دفاعاً عن هذا الادعاء. قال محامي العائلة، توم كلير، لقناة الـBBC في وقت سابق من العام إنهما سيقدّمان دليلاً تصويرياً وعلمياً أمام محكمة أميركية لإثبات أن السيدة ماكرون امرأة. «من المؤلم جداً أن تضطرّ إلى الخضوع وتقديم هذا النوع من البراهين»، أضاف.
التقت السيدة ماكرون بزوجها المستقبلي عندما كانت تدرّسه في المدرسة الثانوية التي كانت تعمل فيها معلّمة، وتزوّجا في 2007 حين كان هو في التاسعة والعشرين من عمره وكانت هي في الرابعة والخمسين.