احتجاجات وطنية في إسرائيل للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة وإعادة الرهائن

آلاف المحتجين في اسرائيل نزلوا إلى الشوارع مطالبين بوقف الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى المحتجزين هناك، بينما تكثف القوات العسكرية هجماتها على مدينة غزة لدفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الجائعين إلى النزوح مجدداً.

توقفت المدارس والمحلات ووسائل النقل العامة، ودُعيت إلى تظاهرات في مدن رئيسية ضمن يوم عمل وطني نظّمته مجموعتان تمثلان عائلات أسرى ومفقودين وأهالي الضحايا. يخشى المحتجون من أن أي تصعيد عسكري إضافي قد يعرض الخمسين أسيراً الذين يُعتقد أنهم لا يزالون في غزة للخطر — يُظن أن نحو عشرين فقط منهم لا زالوا أحياء — ورددوا هتاف: «لا ننتصر بحرب على جثث الرهائن».

قال اسربل يهود، أسير سابق، في تظاهرة بساحة ما يُسمّى «ساحة الرهائن» بتل أبيب: «الضغط العسكري لا يعيد الرهائن — بل يقتلهم فقط. الطريقة الوحيدة لإعادتهم هي عبر صفقة، دفعة واحدة، بلا ألعاب». وذكرت الشرطة أنها اعتقلت 32 شخصاً خلال التظاهرات على مستوى البلاد — واحدة من أعنف الاحتجاجات منذ اكتُشفت جثث ستة أسرى في غزة في سبتمبر الماضي.

جاءت هذه التجمعات بعد أيام من موافقة مجلس الأمن القومي على خطط التقدم نحو مدينة غزة، في حرب تقترب من عامين وصفها ناشطون جماعات حقوقية بأنها إبادة جماعية دمرت القطاع ووضعته على شفير المجاعة، ما أدى إلى عزلة دولية متزايدة على إسرائيل.

في «ساحة الرهائن» بتل أبيب نشر ناشطون علماً إسرائيلياً ضخماً مطبوعاً عليه صور الأسرى الذين لا يزالون محتجزين. أوقف المحتجون طرقاً رئيسية، منها الطريق السريع بين تل أبيب والقدس، حيث أُشعلت إطارات وتوقفت الحركة تماماً بحسب تقارير محلية.

منتدى العائلات، الممثل لأقارب المختفين والأسرى، أعلن إضراباً وطنياً. وقال إن هدفهم واضح: «نُغلق البلد اليوم بنداء واحد: أعيدوا الخمسين أسيرًا، أوقفوا الحرب»، وأكدوا أنهم سيصعدون حملتهم بنصب خيمة احتجاجية قرب الحدود مع غزة. وحذروا: «إن لم نعدهم الآن — سنفقدهم إلى الأبد».

يقرأ  الكوليرا تودي بحياة 40 شخصًا في أسوأ تفشٍ منذ سنوات في السودان — بحسب منظمة «أطباء بلا حدود» أخبار الحرب في السودان

أغلقت المحال في القدس وانضم المتظاهرون إلى مسيرات هناك. قال دورون ويلفاند، مرشد سياحي يبلغ من العمر 54 سنة، لوكالة الأنباء: «حان وقت إنهاء الحرب. حان وقت تحرير كل الرهائن. وحان وقت مساعدة إسرائيل على التعافي والانتقال إلى شرق أوسط أكثر استقراراً».

قال ألون بينكاس، دبلوماسي إسرائيلي سابق وقنصل عام في نيويورك، من تل أبيب إن التظاهرات منتشرة لكن الإقبال لا يزال محدوداً نسبياً: «العدد صغير إلى حدّ ما… أتوقع أن يزيد خلال اليوم»، مشيراً إلى أن كثيراً من المحلات والمطاعم والجامعات مغلقة والنقل العام يعمل بنصف طاقته. «ليست إضراباً عاماً بالمفهوم المتعارف عليه، لكنها محسوسة، تراها في الجو».

في رده على الاضطرابات اتهم بينكاس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يراوغ المسؤولية، قائلاً إن غالبية رؤساء الحكومات لكانوا قد استقالوا بعد 7 أكتوبر… وإنه ليس مجرد رئيس وزراء عادي بل يهمه بقاؤه فقط، ويدفعه ما وصفه بمعتقدات ميسّية لإعادة رسم الشرق الأوسط، مع تحويل الغضب الشعبي إلى اتهام «النخب» و«شبكات دولة عميقة» بدلاً من تحمّل المسؤولية.

على الصعيد الرسمي أعرب الرئيس إسحاق هرتسوغ عن تأييده لجهود إعادة الأسرى ودعا لزيادة الضغوط الدولية على حماس بدل الاستجابة لدعوات لوقف الحرب. لكن مسؤولين كباراً في الحكومة انتقدوا الاحتجاجات بشدة؛ فوزير المالية اليميني المتطرف بيتسلئيل سموتريتش وصفها بأنها «حملة منحرفة وضارة تصبّ في مصلحة حماس»، بينما قال وزير الثقافة ميكي زوهر إن إغلاق الطرق «خطأ فادح ومكافأة للعدو».

عززت الشرطة تواجدها في أنحاء البلاد وحذرت من عدم التسامح مع «اضطرابات النظام العام». عُقدت مظاهرات أيضاً قرب حدود غزة، بما في ذلك في كيبوتس بيري الذي تعرّض لضرر بالغ خلال هجوم حماس في أكتوبر 2023؛ قُتل فيه نحو 1,139 شخصاً في ذلك الهجوم الذي كانت شرارته بداية ما يعتبره كثيرون حملة انتقامية إسرائيلية. بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين أكثر من 61,000، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حملة شنتها إسرائيل ووصفتها منظمات حقوقية بأنها إبادة جماعية.

يقرأ  ماذا يجب أن تعرف عن تعليق رحلات إير كندا وإضراب طاقم الضيافة؟

أصدر المدعون في المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق ياوف غالانت بتهم جرائم حرب. وفي الوقت نفسه قالت مصر إن جهوداً دبلوماسية جارية للتوصل إلى هدنة لمدة 60 يوماً تشمل إطلاق سراح أسرى، بعد جولة محادثات سابقة في قطر انهارت دون تقدم؛ واتُهمت إسرائيل بخرق اتفاق هدنة اتُّفق عليه في يناير عندما استأنفت العمليات في مارس.

تثير خطة توسيع الهجوم نحو مدينة غزة قلق المجتمع الدولي، فيما يحذر خبراء تابعون للأمم المتحدة من مخاطر المجاعة في أرجاء القطاع.

أضف تعليق