«تعرضت للإذلال أمام الجميع»، هكذا قال احتياطي درزي يقاضي قائدًا في سلاح الجو بعدما شُبّه أثناء مراسم عسكرية بإرهابي.
قام الرقيب الأول (احتياط) أمل عطيلة برفع دعوى تشهير ضد ضابطٍ رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي، مدعيًا أنّ الضابط أذله علنًا خلال مراسم تسليم الرتب في قاعده تل نوف، بحسب تقرير ن12 يوم الأربعاء.
تظهر أوراق الدعوى أن عطيلة، الذي أدّى 212 يومًا من الخدمة في الاحتياط خلال عملية «سيوف الحديد»، سمع الضابط يقول له عند منحه رتبته الجديدة في مايو 2024: «تُشبه إرهابي من النخبة»، وفق ما نقلت ن12. قيل ذلك أمام نحو ثلاثين جنديًا، وأثارت العبارة ضحك الحاضرين.
«صُدمت. شعرت بأقصى درجات الإهانة»، قال عطيلة للمصدر الإسرائيلي. «أخفضت رأسي وكنت أشعر بالخجل. في البداية ظننت أنّي لم أسمع جيدًا، ثم تبين أنّني سمعت. الجميع ضَحك».
يعمل عطيلة حارس أمن في غوش عتسيون، وأضاف أنّ العبارة كانت مؤلمة خصوصًا في ضوء جهوده المستمرة لحماية المدنيين الإسرائيليين. «أن يُنعتوا بأنني إرهابي من النخبة أمرٌ عبثي»، قال. «في حياتي اليومية أحمي هذا البلد وأحبه من كل قلبي. ولدي وشم علم إسرائيل على ذراعي».
زاد تصرف رفقائه من وقع الإهانة عليه. «كل الأصدقاء الذين كانوا هناك ضَحكوا. الجميع رأى ولم يقل أحد شيئًا للضابط. تواصل معي عدد قليل فقط على انفراد بعدها»، قال لع ن12.
عطيلة هو احتياطي مُكرّم، نال مرتين جائزة الجندي المتميز في القاعدة خلال خدمته العسكرية. ومنذ الحادثة، رفض حمل رتبته الجديدة. «فلماذا، في نظره، أبدو إرهابيًا من النخبة؟» تساءل. «لم أعد أقبل أن أرتدي تلك الرتبة منذ ذلك الوقت. إنها جرح عميق».
بعد مواجهته الضابط حول العبارة، بلَغ عطيلة أنّ الرد كان أنّها «مجرد مزحة». «قال آخرون الشيء نفسه»، أضاف. «ولكن كيف سيكون شعورهم لو كانوا الدرزيّ الوحيد في المجموعة وتعرّضوا لمثل هذا التمييز؟ هل سيظلون يعتقدون أنّها مضحكة؟»
قدّم الضابط لاحقًا اعتذارًا خاصًا لعطيلة، لكنه اعتذارٌ لم يَرُقِ له إذ لم يكن أمام الحاضرين. «بعد المراسم جاء إليّ واعتذر، لكن على انفراد، لا أمام الجميع. كما سخِر مني علنًا، كان ينبغي أن يعتذر علنًا أيضًا»، قال لع ن12.
خلال الحرب خدم عطيلة كفني وقود داعم لضربات سلاح الجو في إيران ولبنان. «كانت مهمتي حاسمة. نريد أن نفوز بالحرب لا أن نخسرها. كنت جزءًا من الجهد. قمت بالتزود بالوقود أثناء جميع الضربات في إيران ولبنان»، ذكر.
من خلال مكتب شمعون هان للمحاماة، يطالب عطيلة بتعويض قدره 150,000 شيقل عن الأذى الذي لحق بكرامته وسمعته. وصف محاميه نمرود هان الحادثة بأنها من أكثر العبارات إذلالًا وإساءةً التي وُجهت إلى جندي درزي مُخلص. «هذا التشبيه غير المقبول الذي يساوي بينه وبين إرهابيين قتلوا، يمس في جوهر الشراكة بين المجتمع الدرزي ودولة إسرائيل»، قال هان. «يجب أن تبعث المحكمة برسالة واضحة لا لبس فيها تفيد بعدم التسامح مع مثل هذه التصريحات».
أبلَغ عطيلة ن12 أنّه يتوقع من الجيش أن يتعامل مع الحادث بجدية وأن يتخذ خطوات لمنع تكرار حالات مماثلة في المستقبل.