إذا أعطيت فأرًا بسكويتًا فسيطلب كوبًا من الحليب، وإذا منحت ظبيًّا كبيرًا مافنًا فسيلحَق به مربى — لكن بعد سرقة شاحنتي نقل يوم 27 سبتمبر، ثمة مجموعة من اللصوص يمتلكون ما يقارب 35 ألف دولار من الصلصات والغموس (dips وsalsas) ولا يبدون قادرين على أكلها، وفق تقرير هيئة إخبارية كندية. لذا، إن كان لديك مخزون من رقائق التورتيا أو الشيبس وتقيم بالقرب من مقاطعة إسيكس في أونتاريو، فانتبه: قد يأتي هؤلاء اللصوص بحثًا عن مصدر تسليم الغموس المقرمش لديك.
لماذا يسرق أحدهم غموسًا وصلصات في كندا على وجه الخصوص، لا يزال دليلًا غامضًا. ولا يتضح كذلك بالضبط أيُّ الأصناف والتوابل نُهبت. مهما اختلفت العلامات التجارية ومستويات الحارّية، فمن المرجح أن بيع نحو 35 ألف دولار من الغموس والصلصات ليس بالأمر السهل؛ شاحنة واحدة محمَّلة بهذا القدر تعني سلعًا كثيرة للغاية، وبيعها من مؤخرة فان في موقف بقالة سيستغرق وقتًا طويلاً. إلى جانب ذلك، الكنديون ليسوا بالشهرة نفسها من حيث تحمل الأطعمة الحارّة. ما لم تتمكن سلطات أونتاريو من تعقب هؤلاء المجرمين وإقناعهم بالكلام، قد لا نعرف أبدًا دافعهم الحقيقي.
الشرطة تقول إن سيارة جيب رنجلر روبّيكون بأربعة أبواب، رمادية اللون، رُصدت بالقرب وربما ارتبطت بالحادثة. وسائل الإعلام أشارت إليها بكلمة «جيب روبّيكون»، لكن من خلال الصورة يبدو واضحًا أنها رانجلر — وإذا بدأ الناس بالإبلاغ عن أي رانجلر رمادية بأربعة أبواب يروها في أنحاء أونتاريو، فقد تنشغل شرطة أونتاريو الإقليمية لدرجة تمنعها من التحقيق في جرائم أخرى.
نمط من السرقات
شاحنة النقل المحمَّلة بالغموس والصلصات لم تكن الضحية الوحيدة؛ فقد سُرقت شاحنة أخرى مؤخرًا وتم استعادتها لاحقًا بلا مقطورة ولا حمولة. لم تُذكر تفاصيل حمولة المقطورة المسروقة، لكن تهيَّأت لي صورة من الذهن أن ما كان بداخلها أكوامًا من رقائق الذرة — على الأقل هذا سيطمئن سكان أونتاريو بشأن سلامة علاماتهم التجارية المفضلة من الشيبس.
للأسف بالنسبة لسكان إسيكس والمناطق المحيطة، يبدو أن هاتين الحادثتين جزءان من نمط أوسع من الجرائم؛ إذ سُرقت أربعة مقطورات جرّارة خلال الأشهر الأربعة الماضية. المسروقات لا تتبع نمطًا واحدًا واضحًا؛ فالغنائم السابقة شملت ويسكي ولحم بقر — وكأن اللصوص يتسوقون بالجملة ولا يحبون دفع الضرائب، حسب ما أشار إليه بعض المعلقين. محلّلو الأمن، وعلى رأسهم كريس لويس، لا يرى أن الأمر بالضرورة هو فعل «زعيم محلي» بهذه الصورة، بل قد يكون عمليّة منظمة أكثر.
يقول لويس إن من المحتمل أن يكون اللصوص «محترفين» لديهم جهات اتصال قادرة على ترويج ما يسرقون. وهو يقترح أن يحاولوا تصريف صلصاتهم وغموسهم في «أماكن مثل بازار عطلة نهاية الأسبوع أو محطات صغيرة على جانب الطريق تبيع الفاكهة والخضار.» وبصراحة، أفضّل لو كانت النتيجة الأخيرة: عصابات لصوص شاحنات تقيم كشكًا في سوق المزارعين المحلي، تبيع صلصات وغموسًا وكأنها من صنعهم، وتتفنّن بقطع كميات المخزون الضخم ببطء، وربما يكسبون بعض الأصدقاء في المجتمع المحلي ويفكرون في الاستقامة وفتح مزرعةٍ صغيرة كهواية.
قد تكون حياة بسيطة جيدة — فقط عليهم تحريك عشرات الآلاف من الدولارات من الصلصات الحارّة دون أن تُقبض عليهم، ومن ثم ربما يتركون كل شيء خلفهم.
لقراءة المقال الأصلي على موقع جالوبنيك والاطلاع على التفاصيل الإضافية يمكنكم متابعة النشر الأصلي.