ادعاء زائف — الفيديو لا يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يتعرض للضرب من قبل الحشود

فيديو متداول في إثيوبيا على فيسبوك يدّعي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعرّض للضرب من قبل حشد، إلا أن هذا الادّعاء غير صحيح: الرجل الظاهر في المقطع ليس نتنياهو بل النائب إيلي دلال، الذي تعثّر وسقط أثناء محاولته اجتياز حشد من المتظاهرين في 20 سبتمبر 2025.

نُشر المقطع الذي يحتوي على كتابة باللغة الأمهَرية بتاريخ 27 سبتمبر 2025، وتضمن عبارة تقول إن “بنيامين نتنياهو تعرّض للضرب من قبل الحشود”، وقد تمّ مشاركة المنشور أكثر من 350 مرة. يظهر الفيديو المختصر (حوالي 25 ثانية) رجلاً يحاول التقدّم وسط جموع مكتظة قبل أن يسقط ويُحاط به الناس بينما يحاول عناصر الشرطة تأمين ممر له.

حرب غزة

تواجه إسرائسل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الحرب في غزة التي أدت إلى أزمة إنسانية حادّة في القطاع. اليوم تعترف ثلاثة أرباع دول أعضاء الأمم المتحدة بدولة فلسطين. أشعل هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 الصراع، وأسفر عن مقتل 1,219 إسرائيلياً، غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية. وردّاً على ذلك شنّت إسرائيل هجوماً أدّى، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، إلى مقتل ما لا يقل عن 66,148 فلسطينياً.

انتشرت معلومات مضلّلة متعلقة بقطاع غزة على نطاق واسع في أفريقيا، بما في ذلك إثيوبيا، أحياناً من قبل داعمين للقضية الفلسطينية. لكن الفيديو المتداول لا يُظهر نتنياهو وهو يتعرّض للضرب كما زعم المنشور.

إيلي دالال

قامت وحدة التحقق التابعة لوكالة فرانس برس باستخدام أداة التحقق من الفيديو InVID‑WeVerify وإجراء بحث عكسي على لقطات مفتاحية من المقطع. أظهرت النتائج أن الفيديو نُشر أول مرة يوم 20 سبتمبر 2025 على منصة X بواسطة الصحفي الإسرائيلي بار بيليغ عن صحيفة “هاآرتس”، وقد شارك مقطعين من الحادثة بزاويتين تصوير مختلفتين.

يقرأ  إسرائيل تحطم رقماً قياسياً باحتجاز ١١٬٠٠٠ أسير فلسطيني بتهم أمنية

تضمن نص التغريدة العبرية لمقطع الفيديو الأصلي وصفاً واضحاً للمشهد: المئات من المحتجين يحجبون مدخل فعالية لحزب الليكود في كفار سابا، ونائب الكنيست إيلي دلال يصل إلى المكان فيحاول عناصر الشرطة تمهيد طريق له فيتعثر ويسقط. في ذلك اليوم أغلق متظاهرون طرقات وصول إلى مجمع في كفار سابا، حيث كان حزب الليكود يعقد فعالية قبل عيد روش هاشناه يحضرها وزراء وأعضاء كنيست.

نُشرت لقطات إضافية وزوايا أخرى للحادث في تقارير عدة وسائل إعلام إسرائيلية، بينها “تايمز أوف إسرائيل”، التي قدّمت رواية مفصلة للمشهد وأكدت هوية الرجل الساقط، مشيرة إلى أن النائب، الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً، تعثّر أثناء محاولته المرور عبر الحشد. ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست على ذات اليوم تقريراً يوضح أن دلال تعثّر وسقط أثناء محاولته شقّ الطريق بين المتظاهرين.

ذكرت التقارير أيضاً أن مطالب المحتجين كانت تتعلق بضمان عودة جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وإنهاء الحرب في غزة.

أضف تعليق