ادعاء: مجموعة غامضة تطرد فلسطينيين من قطاع غزة بمساندة إسرائيل

جهة تُدعى «المجد أوروبا» تنقل عائلات بالحافلات من غزة إلى مطار رامون الإسرائيلي، ثم تُرسلهم إلى وجهات مجهولة.

رجل فلسطيني قال إنه غادر غزة عبر منظمة غامضة كانت قد أوصلت 153 شخصًا إلى جنوب أفريقيا دون وثائق، وصف الإجراءات التي رُتبت لتشجيع المزيد من الفلسطينيين على مغادرة القطاع المدمر. وطلب الرجل — الذي تحفظ على كشف هويته لأسباب أمنية — أن تبقى هويته سرية. لكنه أخبرنا بوجود «تنسيق قوي» بين مجموعة المجد أوروبا والجيش الإسرائيلي بشأن هذه التحركات.

كانت العملية تبدو روتينية: تفتيش دقيق للأمتعة والممتلكات الشخصية قبل صعود الحافلة التي عبرت من جنوب غزة عبر معبر كرم أبو سلام الذي تسيطر عليه إسرائيل (الذي يسميه الإسرائيليون Kerem Shalom) إلى جنوب إسرائيل ثم إلى مطار رامون. في المطار، «وبما أن إسرائيل لا تعترف بدولة فلسطينية، لم تختموا جوازات سفرنا»، قال الرجل الفلسطيني.

طائرة رومانية أقلت المجموعة إلى كينيا كبلد عبور، وقال إن ثمة ما يُشبه تنسيقًا بين المجد أوروبا والسلطات الكينية. لم يكن أي من الركاب يعرف الوجهة النهائية التي سينتهي بهم المطاف فيها، وأضاف أن هناك على الأقل ثلاثة أشخاص ينسقون من داخل غزة بينما يتولى عدة مواطنين فلسطينيين من إسرائيل بقية اتصالات الشبكة من خارج القطاع.

بدأ الأمر بتسجيل إلكتروني ثم عملية غربلة/تدقيق. قال الرجل إنه دفع 6000 دولار ليُخرج نفسه واثنين من أفراد أسرته من غزة. «المدفوعات تتم عبر تطبيقات بنكية إلى حسابات أشخاص أفراد، وليس إلى مؤسسة»، على حد قوله.

المجموعة الأولى التي عَلِم بوجودها غادرت غزة إلى إندونيسيا في يونيو، بينما تأخّر نقل المجموعة الثانية إلى وجهة مجهولة قبل أن يُطلب منها المغادرة في أغسطس. أما الفلسطينيون الذين كانوا على متن رحلة الجمعة إلى جنوب أفريقيا فاضطرّوا لدفع مبالغ تتراوح بين 1500 و5000 دولار للشخص، سُمح لهم خلالها بحمل هاتف وبعض النقود وحقيبة ظهر فقط.

يقرأ  تقرير أولي: كابل مقطوع تسبب في وقوع الحادث

عملية غامضة

تُحرك المجد أوروبا أشخاصًا عبر قنوات غير رسمية تُيسّرها القوات الإسرائيلية، وتطالِب الفلسطينيين بدفعات مالية مقابل الخروج من غزة، فيما لا يزال مجهولاً من يقف وراء عملياتها فعليًا. تدّعي المجموعة أنها تأسست عام 2010 في ألمانيا، لكن موقعها الإلكتروني سُجّل هذا العام فقط. يعرض الموقع صورًا مولّدة بالذكاء الاصطناعي لأُطره القيادية من دون تفاصيل اتصال موثوقة، كما أنه لم يذكر عنوان مكتب واضحًا، رغم ادعائه أنّ مقره في حي الشيخ جراع في القدس الشرقية المحتلة.

تواصلت الجزيرة مع فلسطيني آخر قدّم نفسه باسم «عمر» عبر رسائل واتساب، فقال إن ممثلًا عن المجد أوروبا أخبره بأن جواز السفر وشهادة الميلاد سيكونان من الشروط للقبول في رحلة، وأن هناك مبلغًا أوليًا قدره 2500 دولار كدفعة تأمينية. ومع ذلك رفض الممثل طلب عمر لأن المجموعة لا تقبل المسافرين المنفردين.

من غزة الوسطى، ومن مدينة الزوايدة، قالت مراسلة الجزيرة هند الخضري إن الفلسطينيين في القطاع يسمعون أكثر عن هذه العملية، وبعضهم يُجبره الوضع المعيشي «الذي لا يُحتمل» بعد عامين من القصف والعمليات البرية على التفكير فيها. «كما أن النظام التعليمي في غزة انهار، فبعض الفلسطينيين يشعرون أنه لا مستقبل لهم ولا لأطفالهم»، أضافت.

الجيش الإسرائيلي أقرّ بأنه «يسهّل» عمليات نقل فلسطينيين من غزة، في إطار سياسة «المغادرة الطوعية» التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة. وقد أنشأ الجيش وحدة في مارس لتعزيز هذه السياسة وتيسيرها بعد موافقة مجلس الأمن القومي التابع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أضف تعليق