ارتفاع حاد في أسواق الأسهم بعد تحرّك المشرّعين الأمريكيين لإنهاء إغلاق الحكومة — الأسواق المالية

تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء الإغلاق يمنح المستثمرين فترة راحة ويخفف المخاوف حول تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي وضعف أداء الاقتصاد الأمريكي.

بعد انشقاق مجموعة من الديمقراطيين عن قيادة الحزب وانضمامهم إلى الجمهوريين، صوت مجلس الشيوخ يوم الأحد بأغلبية 60‑40 للمضي قُدُمًا في مشروع قانون يموّل عمل الحكومة حتى نهاية يناير. لا يزال مشروع القانون بحاجة إلى الموافقة النهائية في المجلس ثم إلى تصويت مجلس النواب قبل إحالته إلى توقيع الرئيس دونالد ترامب — وهي خطوة يُتوقع أن تستغرق بضعة أيام.

أسواق الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ سجلت مكاسب كبيرة مع عودة التفاؤل؛ فقد تصدّر المؤشر الكوري KOSPI المكاسب بارتفاع يقارب 3 في المئة حتى الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش). كما ارتفع نيكي 225 الياباني وهانغ سينغ في هونغ كونغ بنسب تقارب 1.3 و1.5 في المئة على التوالي. وسجل تايكس التايواني ارتفاعًا بنحو 0.8 في المئة، بينما زاد مؤشر ASX 200 الأسترالي نحو 0.75 في المئة. أما العقود الآجلة للمؤشرين الأمريكيين القياسي S&P 500 وناسكادك‑100 فارتفعت خارج ساعات التداول المنتظمة بنحو 0.75 و1.3 في المئة على التوالي.

يجري تأويل هذا الهدوء المؤقت على أنه فسحة للمستثمرين الذين بدت قلقين من ارتفاع تقييمات أسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وإمكانية أن تكون تعريفات ترامب الجمركية الواسعة الأثر أكثر ضررًا على الاقتصاد الأمريكي مما تظهره المؤشرات الرئيسية حتى الآن. ومن اللافت أن شركة نفيديا، التي تشكّل وحدات معالجة الرسوميات فيها عنصراً أساسياً لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الشهر الماضي أول شركة في التاريخ تبلغ قيمتها السوقية خمسة تريليونات دولار، بعد أن تجاوزت شركة أبل قيمة سوقية قدرها أربعة تريليونات دولار قبلها بيوم واحد.

يقرأ  السيارات الكهربائية تفقد حتى ٤٤٪ من مداها الكهربائيخلال موجات الحرّ الشديدة، وفق دراسة

ومن جهة أخرى، ظلّ نشر تقرير الوظائف الرسمي لهيئة إحصاءات العمل معلقًا منذ أغسطس بسبب الإغلاق الحكومي، لكن بيانات وتحليلات بديلة أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات التسريح خلال أكتوبر. وأفاد تقرير لشركة Challenger, Gray & Christmas المتخصّصة في إعادة توجيه التنفيذيين أن عمليات التسريح قفزت بنحو 183 في المئة الشهر الماضي، ما يجعل أكتوبر الأسوأ منذ 2003. كما قدّرت شركة Revelio Labs لتحليلات سوق العمل أن الاقتصاد فاقد نحو 9,100 وظيفة خلال الشهر ذاته.

في ظل هذه المعطيات، يمنح تقدم مشروع القانون نفَسًا قصير الأجل للأسواق، لكنه لا يزيل المخاوف المستمرة المتعلقة بالتقييمات المبالغ فيها لبعض أسهم التكنولوجيا وبآثار السياسات التجارية على قوة التعافي الاقتصادي الأمريكي — وهي ملفات سيبقى المستثمرون يراقبونها عن كثب حتى تتضح الصورة نهائيًا.

أضف تعليق