اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات باكستانية وقوات أفغانية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في منطقة حدودية نائية، فيما تتسع دائرة التوتر بين الجانبين اللذين كانا حليفين سابقين.
اتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن اندلاع العنف القاتل ليل الثلاثاء، الذي امتد بين مديرية سبين بولدك شرقي افغانستان ومنطقة تشامان الباكستانية.
في منشور على منصة X، اتهم الناطق باسم طالبان الأفغاني زبير الله مجاهد القوات الباكستانية ببدء إطلاق النار على أراضي أفغانستان بـ«أسلحة خفيفة وثقيلة»، ما أدى، بحسبه، إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
من جانبه، قدَّر علي محمد حقمل، المتحدث الإعلامي في مديرية سبين بولدك، عدد القتلى المدنيين بنحو 15 قتيلاً، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في مستشفى المديرية أن بين الجرحى نحو 80 امرأة وطفلاً.
وادعى مجاهد أن القوات الأفغانية ردّت على النيران وقتلت «عددًا كبيرًا» من الجنود الباكستانيين، واستولت على أسلحة ودبابات باكستانية ودمرت مواقع عسكرية تابعة لباكستان.
من جهتها، حمَّلت السلطات الباكستانية حركة طالبان الأفغانية مسؤولية بدء إطلاق النار على موقع عسكري باكستاني قرب الحدود، ما أدّى إلى اندلاع الاشتباكات وإصابة أربعة مدنيين باكستانيين على الأقل. ونقلت رويترز عن مسؤولين أمنيين، رفضوا كشف أسماءهم، أن ستة جنود باكستانيين قُتلوا في الأحداث.
وقال حبيب الله بنغلزاي، المسؤول الإقليمي في مقاطعة تشامان، لوكالة رويترز: «قوات طالبان هاجمت موقعًا باكستانيًا قرب تشامان».
وأضاف أن القتال استمر نحو خمس ساعات في الساعات الأولى من الصباح، مؤكداً أن القوات الباكستانية «صدّت» الهجوم.
وأفاد متحدث باسم طالبان الأفغانية أن وتيرة القتال خفتت بحلول الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش.
تصاعدت حدة التوتر بين أفغانستان وباكستان منذ يوم السبت الماضي، حين تبادلا إطلاق النار عبر عدة مناطق حدودية، ما أسفر عن عشرات الضحايا على جانبي الحدود.
رغم أن الاشتباكات توقفت يوم الأحد بعد وساطات ومناشدات من السعودية وقطر، إلا أن جميع المعابر الحدودية بين البلدين ظلت مغلقة.
وعلى مدار عطلة الأسبوع، أعلنت كابل أنها، رداً على ما وصفتها «انتهاكات متكررة» لأراضيها ومجالها الجوي، استهدفت عدداً من المواقع العسكرية الباكستانية وأسفرت عملياتها، بحسب بيانها، عن مقتل 58 جندياً باكستانياً.
بدورها، أفادت قيادة الجيش الباكستاني بأرقام أقل، مؤكدة سقوط 23 قتيلاً من عناصرها وأنها قتلت أكثر من 200 «من طالبان والإرهابيين التابعين لهم» في ردود نارية على طول الشريط الحدودي.
تتهم باكستان كابل بإيواء مقاتلين تابعين لحركة طالبان باكستان (المعروفة اختصاراً بـTTP)، التي نفذت هجمات دامية في الداخل الباكستاني، فيما تنفي سلطات كابل هذه الاتهامات وتؤكد أنها لا تسمح باستخدام أراضيها ضد دول أخرى.