اعترضت إسرائيل «قافلة صمود العالمية» التي كانت تحاول كسر الحصار البحري عن قطاع غزة، والتي لفتت أنظار العالم باعتبارها إحدى أكبر المبادرات البحرية لنقل مساعدات إلى القطاع.
ماذا جرى؟
قوات إسرائيلية صعدت إلى قوارب من القافلة فجر الأربعاء، واحتُجز العشرات من الناشطين ونُقلوا إلى الأراضي الإسرائيلية. وفق منظمي القافلة، جرى اقتحام سفن على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً (حوالي 130 كيلومتراً) قبالة ساحل غزة، مع تشويش على الاتصالات وقطع الإشارات أثناء اقتراب القافلة من المنطقة المحظورة، ما أدى إلى انقطاع البث المباشر وزيادة التوتر على متن السفن.
أي سفن اعترضت؟
أفادت الحسابات الرسمية للقافلة بأن السفن ألما، أدارا، وسيريوس (ALMA, ADARA, SIRIUS) تعرضت للاعتراض والاستيلاء؛ بينما واصلت بقية المراكب الإبحار على بعد نحو 40 ميلاً بحرياً من ساحل غزة بحسب تغريدة للقافلة.
كيف ردت إسرائيل؟
وزارة الخارجية الإسرائيلية نشرت تسجيلاً لمحادثة هاتفية زعمت فيه ممثلة للبحرية الإسرائيلية أنها تحذر القافلة من اقترابها من «منطقه محظورة» وتؤكد أن أي مساعدات لغزة يجب أن تمر «عبر القنوات المعتمدة». سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أعلن أن الناشطين الذين صودرت سفنهم سيتم ترحيلهم بعد انتهاء عيد الكيبور ـ العيد الیهودي ـ مشيراً إلى أن المحاكم والسجون تعمل بقدرة محدودة خلال العطلة، ما يضع المحتجزين في حالة غموض إجرائي.
خلفية الحصار ومحاولات سابقة
تفرض إسرائيل حصاراً بحرياً على غزة بدرجات متفاوتة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007، مع رقابة صارمة على دخول الغذاء والسلع والإغاثة. محاولات كسر الحصار ليست جديدة: أبرزها حادثة موفي مارمارا عام 2010 التي انتهت بمواجهات أسفرت عن مقتل عشرات الناشطين، ثم محاولات أصغر أعوام 2011 و2015 و2018، ومحاولات لاحقة في 2024 و2025 شملت اعتراض سفينة «مادلين» في يونيو الماضي واحتجاز متضامنين بينهم ناشطون مثل غريتا ثونبرغ.
ماذا تعرف القافلة الحالية؟
انطلقت قافلة صمود العالمية في أواخر أغسطس 2025 من موانئ في إسبانيا وإيطاليا، مروراً باليونان وتونس، بمشاركة أكثر من 50 سفينة تمثل نحو 44 دولة ونحو مئات المتطوعين والنشطاء و24 أميركياً بينهم محاربون قدامى. كانت الشحنات رمزية لكنها ذات دلالة: مواد غذائية وأدوية وحليب أطفال وضروريات أخرى لسكّان غزة الذين تواجههم أزمة إنسانية حادة بعد نحو عامين من الحرب الإسرائيلية.
وقائع بحرية ومخاطر
أبلغ ناشطون عن مواجهات متتابعة في البحر، تَضمّنت ملاحقة بقوارب مظلمة وطائرات مسيّرة، وأضراراً لحقت ببعض المراكب اضطرّت آخرين إلى الانسحاب. دول مثل إيطاليا وإسبانيا أرسلت سفناً لمراقبة التقدّم وعرض المساعدة، بينما دعت حكومات أوروبية ودول أخرى إلى ضبط النفس من جميع الأطراف.
خلاصة
القافلة أعادت تسليط الضوء على نقاش إقليمى ودولي حول شرعية الحصار وطرق إيصال المساعدات، وفي الوقت نفسه أبرزت التصادم المستمر بين محاولات التضامن المدني واحتياطات الأمن البحري الإسرائيلية.