تالين، إستونيا (أسوشيتد برس) — احتجزت السلطات البيلاروسية راهباً بولندياً بتهمة التجسس، في تصعيد جديد ضمن المواجهة المستمرة بين مينسك وجارتها العضو في حلف الناتو.
قالت السلطات البيلاروسية يوم الخميس إن غريغورز غاويل، البالغ من العمر 27 عاماً، اعتقل في بلدة ليپل شمال غرب العاصمة بعد أن زُعم أنه حصل على وثائق حسّاسة تتعلق بتدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا. وقد يواجه عقوبة تصل إلى خمسة عشر عاماً سجناً.
تُعد بيلاروس حليفاً وثيقاً ومعتمداً على موسكو؛ سمحت للكريملين باستخدام أراضيها لتمرُّد قوات إلى الجارة اوكرانيا عام 2022، كما استضافت بعض الأسلحة النووية التكتيكية الروسية. يحكمها الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثين سنة، معتمداً على دعم وإعانات من الكرملين.
بثّت التلفزة الحكومية البيلاروسية يوم الخميس ما قالت إنه تسجيل لاعتقال غاويل، يظهر فيه البولندي وهو يسلّم ضباطاً بالزي الرسمي نسخة من وثيقة معنونة بكلمة «سري». يشير عنوان الوثيقة إلى أنها تتعلق بتدريبات عسكرية روسية–بيلاروسية مشتركة مقرر أن تبدأ يوم الجمعة المقبل.
تُظهر لقطات أخرى ضباط الأمن البيلاروسيين وهم يطرحون غاويل أرضاً ويصادرون نقوداً وشريحة هاتف مسجَّلة باسم شخص آخر.
أفادت التلفزة الحكومية كذلك باعتقال مواطن بيلاروسي آخر، زاعمة أن غاويل حاول تجنيده عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر عرض مبالغ مالية وهدايا أخرى.
تشير منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن راهب الرهبانية الكرمليّة البولندية يُعد من رُهبانها، فيما نقلت التلفزة الحكومية سابقاً العثور على مسبحة «وردية» و«أغراض دينية أخرى» بحوزته أثناء الاعتقال.
وصف ياك ج دوبشنسكي (Jacek Dobrzyński) متحدث الأجهزة الخاصة البولندية احتجاز غاويل بأنه «استفزاز آخر من نظام لوكاشنكو».
وأضاف في منشور على منصة X أن «الخدمات الخاصة البولندية لا تستخدم الرهبان لجمع معلومات عن المناورات العسكرية».
تتسم العلاقات بين بيلاروس وبولندا بالتوتر منذ زمن طويل بسبب دعم لوكاشنكو لغزو روسيا لأوكرانيا وقمعه للمعارضين، بما في ذلك رجال دين دعموا احتجاجات 2020 ضد النظام.
لسنوات سعت وارسو بلا جدوى إلى الإفراج عن أندجيه بوتشوبوت، مراسل صحيفة بولندية بارزة وزعيم للمجتمع البولندي في بيلاروس، الذي أمضى الآن خمس سنوات من حكمٍ بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهم زعمت الإضرار بالأمن القومي والبذر في الفتنة، وهي تهم يصفها هو وأنصاره بالواهية.
التدريبات المشتركة الروسية–البيلاروسية، المعروفة باسم «زاباد» أو «الغرب»، من المتوقع أن تشمل أكثر من 13 ألف جندي، وسيتم مراقبتها عن كثب في الغرب نظراً لقرب بيلاروس من ثلاث دول أعضاء في الناتو — بولندا ولاتفيا وليتوانيا — ولحدودها المشتركة مع اوكرانيا.
قالت وزارة الدفاع البيلاروسية إن المناورات ستشمل «الاستخدام المخطط» لأسلحة نووية روسية وصاروخ أوريشنيك فرط الصوتي الذي أُطلق للمرة الأولى في ديسمبر.
تقول بيلاروس إنها تتوقع تسليمات وشيكة لصاروخ أوريشنيك، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى تقول موسكو إنه قادر على حمل رؤوس نووية وضرب أي هدف أوروبي.
استدعت مينسك يوم الجمعة القائم بالأعمال البولندي على خلفية اعتقال غاويل، وطالبت وارسو بالامتناع عن «أعمال تضر بالأمن القومي البيلاروسي».