هل صدر عن ألكسندر توربانوف —رجل إسرائيلي أُفرِج عنه بعدما كان محتجزاً لدى حماس— تصريح يُظهر تعاطفاً مع خاطفيه عند إطلاق سراحه؟ لا، هذا غير صحيح. الاقتباس المنسوب إليه ملفق وانتشر على نطاق واسع في 15 شباط/فبراير 2025 وأُعيد تداوله في تشرين الأول/أكتوبر 2025.
الاسم الصحيح للشخص المصور في مراسم التبادل ليس «توربانوف» بل ألكسندر تروفانوف. النص المنسوب إليه نُشِر أولاً في منشور على فيسبوك نشرته صفحة نحو فهم اسلام في 16 شباط/فبراير 2025، وحُوِّل لاحقاً إلى تداول واسع. المنشور احتوى على اقتباس مفبرك بدا هكذا (بصيغة مبسطة ومترجمة إلى العربية):
“لقد نقش لطفكم في ضميري إلى الأبد. خلال 498 يوماً أمضيتها بينكم، وعلى رغم العدوان والجرائم التي تعرّضتم لها، تعلمت المعنى الحقيقي للرجولة، والحسّ النبيل للبطولة، واحترام الإنسان والقيم.”
ترافق المنشور مع لقطة شاشة ومقطع فيديو قصير. صورة مراسم تسليم الرهائن التي استُخدمت على نطاق واسع نُشِرت أيضاً في تقرير لــ US News & World Report يوضّح أن المفرج عنهم كانوا ثلاثتهم في تبادل الأسرى. وصف الصورة يذكر الأسماء والتفاصيل بهذا المعنى: إسحاق إير هورن، 46 عاماً، على اليسار؛ ساجوي ديكل تشن، 36 عاماً، إلى يساره؛ وألكسندر تروفانوف، 29 عاماً، على اليمين، يرافقهم عناصر من حماس والجهاد الإسلامي أثناء تسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس، قطاع غزة، السبت 15 شباط/فبراير 2025. (صورة وكالة الأنباء)
في 15 شباط/فبراير 2025 نشر الناشط على وسائل التواصل خالد صفي منشوراً على منصة X تضمن مقطع فيديو مدته ثماني ثوانٍ يظهر تروفانوف محاطاً بمسلحين، ومعه نصّ بالعربية ذي بنية ومشاعر مشابهة للاقتباس المنتشر. لاحقاً، وبعد كثر من الأسئلة والردود، نشر خالد صفي توضيحاً قال فيه صريحاً إنه هو من صاغ تلك العبارات نيابةً عن المحتجز — أي أنها ليست كلمات تروفانوف الحرفية بل وصف من الكاتب لحالته وامتنانه وما أبداه من احترام اتجاه من اعتنى به أثناء الأسر.
الخلاصة: التصريح الذي نُسب إلى ألكسندر توربانوف ملفق، والاسم الصحيح هو تروفانوف، والنص المُتداول كُتب ونُشر على لسانه بواسطة طرف ثالث وليس كاقتباس مباشر منه.