نُشِر في 3 سبتمبر 2025
أفادت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تقترب من عامين منذ اندلاعها، خلّفت أعداداً كبيرة من الإصابات والإعاقات بين الأطفال. وتشير تقديرات اللجنة إلى أن 21,000 طفل على الأقل أصبحوا معوّقين نتيجة الإصابات التي لحقت بهم منذ بدء القصف، فيما سجّلت نحو 40,500 حالة إصابة جديدة مرتبطة بالقتال، نصفها تقريباً أدت إلى إعاقات دائمة أو طويلة الأمد.
وتصاعدت أيضاً معدلات سوء تغذية الأطفال في غزة إلى مستوى كارثي بعد إعلان حدوث مجاعة في أجزاء من القطاع. وفق نظام التصنيف المتكامل الأمني الغذائي (IPC)، يُقدَّر أن 132,000 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت نتيجة سوء التغذية الحاد بحلول يونيو 2026.
واستعرضت اللجنة الوضع في الأراضي الفلسطينية ولفتت إلى أن أوامر الإخلاء القسرية الصادرة خلال الهجوم العسكري على غزة كانت “غالباً غير متاحة” لذوي الإعاقات السمعية والبصرية، ما جعل الإخلاء مستحيلاً بالنسبة إليهم في كثير من الحالات. ووثّقت تقارير حالات اضطرار بعض الأشخاص المعوّقين إلى الفرار في ظروف غير آمنة ومهينة، كالحبو عبر الرمال أو الطين دون أي مساعدة في التنقل.
وأشارت اللجنة إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، نتيجة للحصار، أثّرت بشكل غير متناسب على المُعاقةين. فقد تعرّض ذوو الإعاقة لانقطاعات حادة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، وأضحوا يعتمدون في كثير من الأحيان على الآخرين من أجل البقاء.
رغم وجود أربعة مراكز توزيع تابعة للمنظمات الخاصة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن النظام الأممي الذي كان يعمل داخل القطاع قبل ذلك كان يملك نحو 400 نقطة توزيع. وتكرّر إطلاق النار الجماعي على نقاط توزيع المساعدات من قبل القوات الإسرائيلية يعني أن كثيرين من ذوي الإعاقة لا يستطيعون الوصول إلى المساعدات خشية التعرض لإطلاق النار.
كما ألقى انهيار الأبنية وفقدان الأجهزة المساعدة تحت الأنقاض بظلاله على إمكانية وصول الناس إلى نقاط التوزيع الجديدة. وقالت اللجنة إن 83% من الأشخاص ذوي الإعاقة فقدوا أدواتهم المساعدة، ومعظمهم غير قادر على تأمين بدائل مثل عربات الحمير أو وسائل نقل بدائية أخرى. وأبدت اللجنة قلقها من تعامل السلطات الإسرائيلية مع أجهزة مثل الكراسي المتحركة، والمشايات، والعصي، والجبائر والأطراف الصناعية على أنها “مواد ذات استخدام مزدوج”، ما حال دون إدراجها في شحنات المساعدات.
ودعت اللجنة إلى توجيه “مساعدات إنسانية ضخمة” مخصّصة للأشخاص ذوي الإعاقة المتأثرين بالحرب، كما شدّدت على ضرورة تبني جميع الأطراف تدابير حماية خاصة بالمعوّقين لتفادي مزيد من العنف والضرر والوفيات والتجريد من الحقوق. وأضافت أن الأمم المتحدة تلقت معلومات تفيد بإصابة 157,114 شخصاً على الأقل بين 7 أكتوبر 2023 و21 أغسطس 2025، وأن أكثر من 25% من هذه الإصابات قد تفضي إلى إعاقات دائمة.
وطالبت اللجنة السلطات الإسرائيلية باتخاذ إجراءات محددة لحماية الأطفال ذوي الإعاقة من الهجمات، ووضع بروتوكولات إخلاء تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان السماح لهم بالعودة الآمنة إلى منازلهم مع تقديم المساعدة اللازمة لتمكينهم من ذلك.