الأمم المتحدة تحذر كردفان في السودان مهددة بفظائع جماعية مع انتشار القتال أخبار حرب السودان

رئيس حقوق الإنسان يحذّر من موجة عنف جديدة في كردفان مع تصاعد حصيلة القتلى

حذّرت الأمم المتحدة من احتمال تعرّض إقليم كردفان في السودان لموجة جديدة من الفظائع الجماعية، إذ تهدد معارك ضارية بين قوات متناحرة بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق وخطرر يطال المدنيين.

قال رئيس مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، يوم الخميس إن التاريخ «يعيد نفسه» في كردفان بعد سقوط الفاشر الشهر الماضي، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث لم تُلتفت تحذيرات مبكرة من المجتمع الدولي قبل وقوع مجازر واسعة النطاق.

منذ أواخر أكتوبر، حين سيطرت ميليشيات قوات الدعم السريع على مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، سجّلت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 269 حالة وفاة بين المدنيين نتيجة القصف الجوي والمدفعي وعمليات إعدام موجزة. وانقطاع الاتصالات في أنحاء الإقليم يُرجّح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، مع ورود تقارير عن هجمات انتقامية واعتقالات تعسفية وعنف جنسي وتجنيد قسري للأطفال.

ادّعت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بابنوسة في غرب كردفان في مطلع الأسبوع، وأظهرت لقطات مقاتليها داخل القاعدة العسكرية هناك، بينما نفى الجيش سقوط المدينة. وقالت شبكة الأطباء السودانيين إنها تتابع التطورات في بابنوسة «بقلق بالغ» ودعت المجتمع الدولي للضغط على المتمردين للسماح بعمليات إجلاء المدنيين.

رُفعت قدرة المستشفيات في المنطقة، وأصبحت أغلب مرافق مستشفى النهود في غرب كردفان خارج الخدمة. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن نحو 1700 من العاملين في الصحة والمرضى قُتلوا منذ اندلاع القتال.

مدن محورية مثل كادوقلي ودلنج الآن تحت الحصار، وقد تبيّن وجود مجاعة في كادوقلي مع تهديد بانتشارها إلى دلنج. جميع أطراف النزاع تمنع وصول المساعدات الإنسانية. وفي الأسابيع الأخيرة نزح أكثر من 45 ألف شخص من منازلهم في كردفان مع توسع أعمال العنف عبر المنطقة الشاسعة.

يقرأ  مبادرة جديدة لإعادة تدوير البلاستيك المرنتحل محل برنامج ريدسايكل الفاشل في أستراليا

وجّه تورك نداءً قاسياً قائلاً إنه «لا يمكننا الان أن نبقى صامتين أمام كارثة من صنع الإنسان»، وطالب المجموعات المسلحة بالسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحاصرين. كما دعا الدول التي تملك تأثيراً على الأطراف المتحاربة إلى وقف تدفّق الأسلحة والضغط من أجل وقف إطلاق نار فوري.

اندلع القتال في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وما زال الصراع يُسفر عن عشرات الآلاف من القتلى ونزوح يقارب 12 مليون شخص عبر أنحاء البلاد. ومع سقوط الفاشر، آخر مدن دارفور الكبرى التي كانت تحت سيطرة الجيش وحلفائه، تحوّل تركيز الاهتمام إلى كردفان في وسط السودان.

لأهمية كردفان الاستراتيجية دافع حاسم للطرفين؛ فالإقليم يفصل بين دارفور التابعة لسيطرة قوات الدعم السريع في الغرب والأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة شرقاً وشمالاً، ويشكّل ممراً حيوياً يربط معاقل الأطراف المتحاربة. وسيطرة القوات على مدن كبرى مثل الأبيض قد تمنح قوات الدعم السريع ممراً مباشراً نحو العاصمة الخرطوم، التي استعادتها القوات الحكومية في وقت سابق من هذا العام.

قبل سقوط الفاشر في نوفمبر، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرات عاجلة بشأن احتمال وقوع فظائع لم تحظ بالاستجابة المطلوبة، وما لبث أن توالت المذابح بعد سيطرة الميليشيات على المدينة، حتى بدا المشهد «مسرح جريمة» بحسب وصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش، بعد ظهور جثث في صور الأقمار الصناعية.

ودعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيقات في جرائم الحرب، وفرضت الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق زعيمها محمد حمدان «همدتي».

أختم بتذكير تورك: «ألم نتعلم دروس الماضي؟» مؤكداً أن الوقوف على الهامش وترك المدنيين عرضة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان لم يعد خياراً مقبولاً.

يقرأ  غانا توافق على استقبال مواطني غرب أفريقيا المُرحَّلين من الولايات المتحدة

أضف تعليق