قالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 91 شخصًا قُتلوا في مدينة الفاشر المحاصرة بالسودان في هجمات شنتها قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدى عشرة أيام من الشهر الماضي.
وقعت الهجمات أثناء تصاعد القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني حول المدينة، أكبر مركز حضري في إقليم دارفور الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه المعروفين باسم «القوات المشتركة».
الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، محاصرة منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع، التي شنت هجومًا متجددًا على المدينة في الأسابيع الأخيرة مما أثار مخاوف من وقوع فظائع.
قال مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك يوم الخميس إن حي دراجة أولى تعرّض لهجمات متكررة وتعرّض لقصف مدفعي من قوات الدعم السريع وضربات بطائرات دون طيار وتوغلات برية بين 19 و29 سبتمبر.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع «هجمات واسعة النطاق ذات دوافع إثنية ووقوع فظائع في الفاشر».
وقال إن «الفظائع ليست حتمية»، مضيفًا أنها «يمكن تفاديها إذا ما اتخذ جميع الأطراف إجراءات ملموسة لدعم القانون الدولي والمطالبة باحترام حياة المدنيين وممتلكاتهم ومنع استمرار ارتكاب جرائم الفظائع».
ومنذ استعادة الجيش للعاصمة الخرطوم في مارس، تحول بؤرة القتال إلى الفاشر.
وفي الأسابيع الأخيرة شددت قوات الدعم السريع حصارها الذي يقارب الخمسمائة يوم — أحد أطول الحصارات في حروب المدن الحديثة — ورفعت من وتيرة وهول هجماتها، بما في ذلك الاستخدام المتكرر للطائرات المسيرة، بحسب الجيش السوداني وسكان المدينة.
يعتقد أن أكثر من 260,000 شخص ما زالوا محاصرين في المدينة دون وصول كافٍ إلى الغذاء أو الماء أو المستلزمات الطبية.
وقالت سارة مجدوب، خبيرة سابقة بالأمم المتحدة بشأن البلاد، في مقال رأي نشر في الغارديان: «ما تبقّى من الغذاء أصبح خارج متناول الغالبية. يُباع كيلوغرامان من الدخن (حوالي 4.4 رطل) بمئة دولار، وكيلو السكر أو الطحين بثمانين دولارًا، بينما كان متوسط الراتب الشهري، عندما كانت الرواتب تُدفع، سبعين دولارًا».
وقال عامل طبي في الفاشر لوكالة فرانس برس إن ستة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب عشرة آخرون في هجمات مدفعية وبطائرات مسيرة الأربعاء.
في الشهر الماضي، قتل ما لا يقل عن 78 شخصًا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مسجد الصافية أثناء صلاة الفجر، واتهمت قوات الدعم السريع بالمسؤولية.
أشارت صور تحليلية بالأقمار الصناعية أجراها مخبر ييل الإنساني، الذي يراقب الحرب في السودان، إلى أن الذخيرة المستخدمة كانت على الأرجح طائرة انتحارية تابعة لقوات الدعم السريع، لعدم وجود آثار قصف واضحة أو فوهة داخل جسم المسجد، ما يدل على أن الذخيرة انفجرت عند ملامستها لسقف المسجد.
يتكدس المدنيون داخل المدينة في المناطق الشمالية القريبة من الموقع الرئيسي للجيش السوداني، لكنهم لم يتمكنوا من الفرار بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش الأسبوع الماضي بأنه نجح في تنفيذ إسقاط جوي لإمدادات لجنوده في المدينة، علامة على مدى صعوبة كسر هذا الحصار.
وتعقّد قسوة الوضع استمرار القيود التعسفية التي تفرضها قوات الدعم السريع على دخول الغذاء والمواد الأساسية إلى المدينة، والتقارير الموثوقة عن تعذيب وقتل مدنيين.