الأونروا: أكتوبر في طريقه لأن يكون أكثر الشهور عنفًا منذ بدء رصد عنف المستوطنين عام 2013
نُشر في 1 نوفمبر 2025
شهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أن موسم جني الزيتون هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفًا خلال أكثر من عقد.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن وقوع عدة حوادث عنف للمستوطنين يوم السبت، شملت أراضٍ قريبة من بلدتي بيتا وهوّوار، قرب مدينة نبلس الشمالية، وفي سنجل قرب رام الله.
وأُصيب ثلاثة مزارعين فلسطينيين في منطقة المنيّة جنوب شرق بيت لحم، بعدما أطلق مستوطنون النار عليهم خلال قطفهم للزيتون.
منذ انطلاق الحرب على غزة في 2023، تصاعدت اعتداءات ميليشيات المستوطنين والقوات العسكرية في الضفة. ومع بدء موسم قطف الزيتون الشهر الماضي، شهدت الحوادث العنيفة ارتفاعًا ملحوظًا.
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن شهر أكتوبر «في طريقه لأن يكون أكثر الأشهر عنفًا منذ أن بدأت الأونروا تتعقّب عنف المستوطنين عام 2013».
وأضاف رولاند فريدريتش، مدير شؤون الأونروا في الضفة، في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «موسم قطف الزيتون السنوي هو مصدر رزق رئيسي لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، والأشجار الزيتونية متجذّرة بعمق في التراث والهوية الفلسطينية. إن الاعتداءات على موسم الزيتون تهدّد نمط حياة كثير من العائلات وتزيد من عمق بيئة الإكراه في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن يُسمح للعائلات بالوصول إلى أراضيها وجني محاصيلها في ظروف آمنة ودون عوائق».
وبحسب أحدث أرقام الأمم المتحدة الصادرة الخميس، سُجّل حتى الآن ما لا يقل عن 126 هجومًا من قبل مستوطنين في 70 بلدة وقرية فلسطينية خلال موسم جني الزيتون الحالي. كما تم تخريبهم أكثر من أربعة آلاف شجرة وغُرسة زيتون، وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأشار أوتشا إلى أن توسّع البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة «قوّض قدرة المزارعين الفلسطينيين على الوصول إلى أراضيهم» لقطف أشجارهم.
وفي ظل الحرب على غزة، تواصل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توسيع النشاط الاستيطاني بسرعة، ما أثار إدانة وتحذيرات من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. ويدفع سياسيون يمينيون متطرفون، بينهم أعضاء في ائتلاف نتنياهو الحاكم، باتجاه ضم الضفة الغربية رسميًّا.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في يوليو من أن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة «يُمارَس بموافقة ودعم، وفي بعض الحالات بمشاركة، قوات الأمن الإسرائيلية». وأضاف أن هجمات المستوطنين والعمليات العسكرية «تمثّل جزءًا من استراتيجية أوسع ومنسّقة للدولة الإسرائيلية تهدف إلى توسيع وتوطيد ضم الضفة المحتلة، مع تعزيز نظام التمييز والاضطهاد والسيطرة على الفلسطينيين هناك».