برنامج الأغذية العالمي: أزمة جوع متصاعدة في شرق الكونغو قد تؤدي إلى وقف المساعدات الغذائية بسبب تمويل منخفض قياسي
نُشِر في 7 نوفمبر 2025
حذّرت الأمم المتحدة من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات طوارئ من الجوع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية قد تضاعف تقريباً مقارنة بالعام الماضي، ما يشير إلى أزمة جوع متعمقة تتوسع بسرعة.
قال برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة إنه يواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وأنه قادر على مساعدة جزء ضئيل فقط منهم نتيجة لنقائص تمويلية حادة وصعوبات في الوصول إلى مناطق متأثرة بالنزاع. وأوضحت سينثيا جونز، مديرة برنامج الأغذية العالمي في الكونغو، أن البرنامج تلقى هذا العام نحو 150 مليون دولار فقط بينما يحتاج إلى نحو 350 مليون دولار لمواجهة الاحتياجات الطارئة.
واوضحت جونز أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في محافظات كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري وتانغانيكا يواجهون مستويات أزمة من الجوع أو أوضاع أسوأ — أي أكثر من 10 ملايين شخص — وأن نحو ثلاثة ملايين منهم يعانون مستويات جوع طارئة. وأضافت أن ذلك يعني ثغرات عميقة في استهلاك الغذاء وارتفاعاً كبيراً في معدلات سوء التغذية، وأن عدد الذين يواجهون مستويات طوارئ من الجوع في تصاعد سريع. «لقد تضاعف تقريباً منذ العام الماضي. الناس يموتون بالفعل من الجوع»، قالت جونز.
صراع ممتد منذ سنوات
تعرضت المنطقة لأكثر من عام من القتال، حيث عادت حركة M23 المدعومة من رواندا إلى الأعمال المسلحة في 2021 واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة في الشرق، مضيفة بعداً جديداً لأزمة إنسانية مستمرة على مدى ثلاثة عقود. شنت الحركة هجمات سريعة أفضت إلى سيطرتها على مدينتي غوما وبوكافو الرئيسيتين قرب الحدود مع رواندا، وأنشأت هناك هياكل إدارية موازية للحكومة في كينشاسا وسيطرت على مناجم مجاورة. تنفي رواندا تقديم دعم للمتمردين، بينما وُجهت اتهامات بارتكاب فظائع لكل من M23 والقوات الكونغولية.
أوضحت جونز أن برنامج الأغذية العالمي قد يواجه «توقفاً تاماً لجميع المساعدات الغذائية الطارئة في المحافظات الشرقية» اعتباراً من فبراير أو مارس 2026 إذا استمرت أوضاع التمويل على حالها. وأضافت أن مطاري غوما وبوكافو مغلقان منذ أشهر، وأن البرنامج يطالب بإنشاء جسر جوي بين رواندا والشرق الكونغولي باعتباره مساراً أكثر أماناً وسرعة وفعالية من الإمدادات القادمة من كينشاسا على الطرف الآخر من البلاد الشاسعة.
خسائر تمويلية وضغوط دولية
في سنوات سابقة كان البرنامج يتلقى ما يصل إلى 600 مليون دولار سنوياً، وفي 2024 تلقى نحو 380 مليون دولار. أما هذا العام فارتفعت الحاجة الطارئة بينما قدّر البرنامج أن ما تلقاه يقترب من 150 مليون دولار فقط. وتعرضت وكالات الأمم المتحدة، بما فيها برنامج الأغذية العالمي، لخفض كبير في المساعدات الخارجية الأميركية، كما قلّلت بعض الدول الأوروبية الكبرى إنفاقها الخارجي لصالح زيادة مخصصات الدفاع، ما أدى إلى تقليص كبير في تمويل عمليات الإغاثة.
النتيجة هي تزايد الحاجة الإنسانية مع تقلص السبل الفعلية للوصول إليها وتمويلها، وما لم تتوفر موارد إضافية سريعة قد تتفاقم الخسائر البشرية بشكل مأساوي.