الإسرائيليون يحيون ذكرى السابع من أكتوبر فيما تتواصل المباحثات بشأن خطة سلام لقطاع غزة

توم بينيت ـ القدس، أليس كادي ـ تل أبيب، يولاندي نيل ـ رئيّم، رشدي أبو العلوف ـ مراسل غزة
(وكالة فرانس برس عبر غيتي إيماجز)

تجمّع آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد لإحياء الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في 7 اكتوبر 2023، بينما تواصلت المفاوضات في مصر سعياً لوضع حد للقتال في قطاع غزة. ذلك الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1,200 شخص وخطف 251 آخرين إلى داخل غزة، وكان أعنف يوم مُسجل لليهود منذ محرقة اليهود.

ردّت إسرائيل بشنّ حملة عسكرية على غزة تسببت بمقتل أكثر من 67,000 شخص وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة وكيانات دولية أخرى موثوقة.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «رعب ذلك اليوم المظلم سيبقى منقوشاً في ذاكرة كل واحد منا». ودعا جميع الأطراف إلى الاتفاق على خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفاً إياها بـ«الفرصة التاريخية» لإنهاء هذا النزاع المأساوي.

في حين أقيمت فعاليات تأبينية داخل إسرائيل، اجتمعت فرق التفاوض الإسرائيلية والفلسطينية في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر لليوم الثاني من محادثات غير مباشرة لمناقشة بنود المقترح. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لهيئة الإذاعة البريطانية إن جولة مسائية بدأت في السابعة مساءً بتوقيت القاهرة. وأضاف أن جلسة الصباح انتهت بلا نتائج ملموسة، وسط خلافات حول خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة والضمانات التي تطلبها حماس كي لا تستأنف إسرائيل القتال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.

وصف المسؤول المفاوض المباحثات بأنها «قاسية ولم تُسفر بعد عن اختراق حقيقي»، لكنه أشار إلى أن الوسطاء يبذلون جهوداً حثيثة لتقليص الفجوات بين الجانبين. وبيّن مسؤول فلسطيني آخر أن تركيز المفاوضات كان منصبّاً على خمسة موضوعات رئيسية: وقف دائم لإطلاق النار، تبادل الأسرى المحتجزين لدى حماس مقابل أسرى وموقوفين من غزة، انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ترتيبات إيصال المساعدات الإنسانية، وحكومة ما بعد الحرب في غزة.

يقرأ  الصين تتهم نفيديا بخرق قوانين مكافحة الاحتكار — أخبار التكنولوجيا

من المتوقع أن يغادر مفاوضو الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، الولايات المتحدة هذا المساء ليصلوا إلى مصر يوم الأربعاء، حسب مصدر مطلع على المحادثات. وقال الرئيس في البيت الأبيض: «لدينا فرصة جيدة جداً لإبرام اتفاق، وسيكون اتفاقاً دائماً».

أجلّت الحكومة الإسرائيلية مراسيمها الرسمية للذكرى إلى 16 أكتوبر بعد انتهاء موسم الأعياد اليهودية الكبرى، لكن فعاليات إحيائية جرت في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الثلاثاء. في ميدان «المخطوفين» بتل أبيب، قالت هاغار (29 عاماً) — التي نجا شقيقها من هجوم مهرجان نوفا الموسيقي حيث قُتل 378 شخصاً وخطف المئات — لهيئة الإذاعة البريطانية: «لم يعد أي مكان يشعرنا بأننا في بيتنا، وحتى يعود جميع المخطوفين لن يشعر أحد منا بالأمان». وأضافت: «عندما نرى الجميع يعودون إلى بيوتهم، سنتمكن من التنفّس، ثم سنبدأ بالتعافي».

خارج مقر إقامة رئيس الوزراء نتنياهو، تجمع السكان للتعبير عن دعمهم لعائلات المخطوفين. وتقول إسرائيل إن 48 لا يزالون في الأسر داخل غزة، ويُعتقد أن 20 منهم ما زالوا أحياء.

أظهرت استطلاعات الرأي مؤخراً أن نحو 70% من الإسرائيليين يطالبون بإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح المخطوفين. عند موقع مهرجان نوفا، وقف المعزّون لتكريم الضحايا، بينما كان دوي الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية مسموعاً على بعد كيلومترات في غزة، حيث استمر الشهود في الإبلاغ عن قصف مكثف.

في مدينة غزة، وردت تقارير عن غارات جوية وقصف مدفعي في ساعات الفجر على أحياء تل الهوى، والرميل، والنصر غرباً، وحي الشيخ رضوان شرقاً، ومخيم الشاطئ شمال غرب المدينة. قالت إيمان الوهيدي، من النازحين في غزة والتي فَقَدَت ابنها البالغ من العمر 17 عاماً في قصف سابق، إن «المساء يأتي ومعه الخوف»، وأضافت: «أطفالي الثلاثة وأنا نخاف من الغارات. ننام طوال الليل معاً متشابكي الأيادي، وخاصة أصغرهم الذي يضع رأسه على صدري طوال الليل». وتابعت: «ننظر كل ثانية إلى الأخبار لنعرف ماذا حدث، وأخشى ألا يُستكمل هذا الهدن وأن يعود الحرب من جديد».

يقرأ  إيلون ماسك وX يتوصّلان إلى تسوية مع موظفي تويتر المفصولين

أبلغ مستشفى الشفاء في مدينة غزة عن وصول جثث ستة أشخاص بحلول الظهر، بينهم ثلاثة قتلوا في غارة استهدفت حي السبرا الجنوبي. وأفاد مستشفى ناصر في خان يونس بجنوبي القطاع عن وصول جثتين إضافيتين، أحدهما قُتل أثناء محاولته التوجه جنوباً لطلب المساعدة. ووصف المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر حالة المستشفيات، موضحاً أن الأمهات والأطفال الجرحى «ممتدون على أرضيات الممرات» في ناصر، وأن الأطفال الخدج يضطرون لمشاركة سرير أو مصدر أكسجين واحد. قال إلدر لوكالة رويترز: «في إحدى غرف الأطفال كان هناك ثلاثة أطفال وثلاث أمهات على سرير واحد، ومصدر أكسجين واحد، وتتناوب الأمهات على الأكسجين عشرين دقيقة لكل طفل. هذا مستوى اليأس الذي وصلت إليه الأمهات الآن».

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 25 من أصل 38 مستشفى في القطاع خارج الخدمة، وأن الـ13 المتبقية تعمل جزئياً فقط. وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً أُطلق من شمال غزة باتجاه إسرائيل صباح الثلاثاء، وأطلق الإنذار في نيتيف هاعسارا، وسقط القذيفة في المنطقة دون أن تُسجّل إصابات أو أضرار.

منذ بداية الحرب، منعت إسرائيل الصحافيين الدوليين من دخول قطاع غزة بصورة مستقلة، مما يصعّب التحقق من المزاعم الواردة من الطرفين.

أضف تعليق