الاتحاد الأوروبي ينتقد بشدة استراتيجية الأمن الأمريكية المثيرة للجدل ويشير إلى «علاقة متغيّرة» — أخبار دونالد ترامب

ردّ أوروبي حاد على استراتيجية أمنية أمريكية

هاجم رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والحكومة الألمانية استراتيجية وطنية للأمن صاغتها الإدارة الامريكية، واعتبراها قراءة سلبية لأوروبا تصوّرها قوة متدهورة قد تفقد يوماً فائدتها كحليف لواشنطن.

وثّق القادة الأوروبيون استنكارهم للوثيقة التي صدرت أخيراً، ووصفوها بردّ لاذع على تقرير من 33 صفحة يتهم القارة بأنها تواجه “أفق محو حضاري” بفعل الهجرة، وينتقدها لتطبيقها ما وُصِف بـ«قمع حرية التعبير» وفرض رقابة على الحركات المعادية للهجرة، ويقترح احتمال انسحاب الولايات المتحدة من المظلة الأمنية التي وفرتها طويلاً.

كوستا: تغيّر في طبيعة التحالفات وحتمية فهمه

قال كوستا، في كلمة ألقاها بمعهد جاك ديلور في باريس، إن ما تغيّر هو طبيعة العلاقات بين الحلفاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأن على أوروبا أن تبني نفسها على هذا الفهم الجديد. وفي معرض دفاعه عن الواقع الأوروبي حذّر من أن “لن تكون هناك حرية تعبير حقيقة إذا ضُحّي بحرية المعلومات الخاصة بالمواطنين لأغراض أوليغارشيّات التكنولوجيا في الولايات المتحدة”.

وأضاف كوستا انتقاداً قوياً لما ورد عن الرقابة على حرية التعبير في أوروبا، مؤكداً أن للشعوب الأوروبية حق تقرير من يحكمهم: «لا يمكن قبول أي تهديد بالتدخّل في الحياة السياسية الأوروبية. الولايات المتحدة لا يمكن أن تحلّ محلّ المواطنين الأوروبيين في تقرير أيّ الأحزاب صالحة للحكم وأيّها ليست كذلك».

ألمانيا: أيديولوجيا لا استراتيجية

من برلين وصف سباستيان هيلي، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، بعض فقرات الوثيقة بأنها أقرب إلى الأيديولوجيا منها إلى استراتيجية عملية، مشدداً على أن الحريات السياسية، بما في ذلك حرية التعبير، من القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي. وأوضح أن برلين لا تتفق مع إغفال الوثيقة تصنيف روسيا كتهديد، مؤكداً «نحن نقف إلى جانب تحليل الناتو المشترك الذي يعتبر روسيا خطراً على الأمن عبر الأطلسي».

يقرأ  تفاقم دمار مدينة غزة — إسرائيل تقصف برجًا شاهقًا آخر | أخبار الصراع الإسرائيلي‑الفلسطيني

الخلاف حول روسيا وخطة إنهاء الحرب

تُبيّن الوثيقة أن واشنطن تسعى لتحسين علاقتها بموسكو، وأن لها “مصلحة جوهرية” في إنهاء الصراع في اوكرانيا لإعادة الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا، في حين انتقدت توقعات بعض المسؤولين الأوروبيين لحلّ شامل للحرب بوصفها غير واقعية. الخطة الأمريكية الأولية، التي كانت ستتيح لروسيا الاحتفاظ بمساحات واسعة في شرق اوكرانيا، أثارت احتجاجات من القادة الأوروبيين الذين خشوا أن تُجبر كييف على قبول شروط مجحفة.

تغيرت الخطة لاحقاً بعد مشاورات مع اوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، ثم في لقاءات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، ولا تزال تفاصيل الاقتراح النهائية غير معلنة. بالمقابل، رحبت موسكو بالوثيقة الأمريكية، وهو ما فسّره كوستا بالقول إن منطق الوثيقة يفسِّر سبب تقارب الرؤية مع موسكو.

وختم كوستا بأن هدف الاستراتيجية المعلن لا يبدو كطموح لإحلال سلام عادل ودائم، بل يركّز على إنهاء الأعمال القتالية وإعادة استقرار العلاقات مع روسيا: «الجميع يريد علاقات مستقرة مع روسيا، لكن لا يمكن أن تكون هناك علاقات مستقرة بينما تظل روسيا تشكّل تهديداً لأمننا».

أضف تعليق