كارلو أكوتيس — رائد رقمي صار قديسًا للأااللفية
نُشر في 7 سبتمبر 2025
لدينه وللعالم: في احتفال يقام في ساحة القديس بطرس بالڤاتيكان، أعلن البابا ليو الرابع عشر تطويب وإشهار القداسة للشاب الإيطالي المولود في لندن، كارلو أكوتيس، المعروف بلقب «مؤثر الله» لكونه استخدم مهاراته الحاسوبية كوسيلة مبكرة لنشر التعاليم الكاثوليكية على مستوى عالمي. احتشد الآلاف في القدّاس الذي شهد أيضًا إعلان قداسة بيير جورجيو فراساتي، المشهور بأعماله الخيرية، والذي توفي عام 1924.
في عظته خلال المناسبة، أشاد البابا ليو بتحويل حياتي أكوتيس وفراساتي إلى «تحف فنية»، محذِّرًا المؤمنين من أنّ «أعظم خطر في الحياة هو إضاعة الوجود خارج خطّة الله». صورة كارلو العامة بعيدة عن تصوير القدّيسين التقليديين المهيب: كثيرًا ما كان يظهر في صور غير رسمية بقميص تيشيرت ونظارات شمسية وشعر غير مرتب، وهو ما ساهم في جعله رمزًا أقرب إلى الشباب المعاصر المهتم بالانتيرنت والفضاءات الرقمية.
وصف البابا حياتي الشابين كدعوة موجهة للجميع، وبصفة خاصة للشباب، كي لا يبددوا حياتهم بل يوجّهوا مساراتها إلى الأعلى ويجعلوها «قطعًا فنية» تستحق الاحتفاء. وُلد كارلو في لندن عام 1991 وانتقل مع أسرته في طفولته إلى مدينة ميلانو شمال إيطاليا، حيث قضى معظم أيامه حتى وفاته عام 2006 عن عمر لم يتجاوز الخامسة عشرة إثر إصابته بسرطان الدم.
كان أكوتيس مبرمجًا هاوٍ وقد علّم نفسه الترميز، فاستثمر تلك المهارات لتوثيق المعجزات المعترف بها من قبل الكنيسة ونشر التعاليم الكاثوليكية عبر مواقع إلكترونية ومشاريع رقمية في وقت لم تكن المعرفة التقنية حول هذه الموضوعات واسعة الانتشار. كما ارتبط اسمه بحضور متواصل في الخدمات الدينية وبمواقف إنسانية تجاه المشردين والأطفال المتعرضين للتنمر، ما أكسبه محبة الشباب الكاثوليك في شتى أنحاء العالم.
بعد وفاته شرعت والدته، أنتونيا سالزانو، في حملات دولية للمطالبة باعتراف الكنيسة بقداسته، وهو اعتراف يتطلب إثبات معجزات شهدها حياته أو بعد مماته. وذكر تقرير لوكالة الأنباء الكاثوليكية أنّ البابا فرانسيس عدّ كارلو صاحب معجزتين أثناء حياته: شفاء فتى كان يعاني عيبًا خِلقيًّا في البنكرياس وفتاة تعرّضت لإصابة في كوستاريكا. وفي رسالة عام 2019 إلى المؤمنين، اعترف البابا فرانسيس بجهود كارلو، مبرزًا أن العالم الرقمي قد يحمل مخاطر الانغلاق على الذات ولكنّه أيضًا مجال لإظهار الإبداع والعبقرية، كما فعل هذا الشاب.
جسد كارلو محفوظ في تابوت زجاجي مغطى بالشمع في مدينة أسيزي التاريخية مركز الحجّ في إيطاليا، ويزور ضريحه مئات الآلاف سنويًا. كما شهدت كنيسة سيدة الآلام في لندن — حيث تمت معموديته — تزايدًا في زوارها. قُطع جزء من قلبه كأثر مقدس وعُرض في كنائس حول العالم كرمز للتبجيل والذكر.