الجالية الأفغانية في الولايات المتحدة تناشد ترامب بعد إطلاق نار «مأساوي» في واشنطن العاصمة

نداءات واستنكار: أفغان مقيمون في الولايات المتحدة يرفضون نسب الهجوم الدامي إلى مجتمعهم

أدانت جاليات أفغانية في الولايات المتحدة الهجوم المسلّح الذي وقع يوم الأربعاء في واشنطن العاصم واصفةً إياه بـ«المأساة العميقة»، ومؤكِّدة أن المشتبه به — الذي انتقل إلى امريكا قبل أربع سنوات — لا يمثلهم ولا يعكس قيمهم.

المشتبه به، رحمن الله لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة عبر برنامج منح حماية هجرة خاص للعاملين مع القوات الأميركية عقب انسحابها من أفغانستان عام 2021. وقد قُتلت عضوة الحرس الوطني سارة بيكستروم (20 عاماً) في الهجوم، فيما يخوض زميلها أندرو وولف (24 عاماً) معركة من أجل حياته.

رداً على الحادث، أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب معالجة جميع الطلبات المتعلقة بأفغان، وأمر بمراجعة بطاقات الإقامة الدائمة الصادرة لمواطنين من 19 دولة، ملوحاً بإجراءات أشدّ تجاه المهاجرين من «دول العالم الثالث».

من جانبها، عبّرت «تحالف الجالية الأفغانية في الولايات المتحدة» عن تعازيها لأسر الضحايا، وطالبت بتحقيق شامل، لكنها ناشدت الحكومة الأميركية عدم تعطيل أو تعليق طلبات الهجرة الخاصة بالأفغان. وذكّر بيان التحالف بالتعاون الذي استمرّ لعشرين عاماً بين البلدين منذ 2001، معتبراً أن ذلك التاريخ لا يجوز نسيانه.

أفغان مقيمون في الولايات المتحدة أكدوا لبـBBC شعورهم بـ«الذهول» من الحادث، مشددين على أنه فعل فردي لا يمثل المجتمع بأكمله. كثيرون تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم خشية انتقام طالبان، التي استعادت السيطرة على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2021.

أحد الذين غادروا بعد الانسحاب وصف الحادث بأنه «مأساة عميقة»، مشيراً إلى توقيته الحساس قبيل عيد الشكر وفي ظلّ مناخ سياسي متوتّر في واشنطن. لكنه ألحّ على أن إطلاق النار يندرج تحت «جريمة فردية»، لا تعكس سلوك أو معتقدات مجتمع بأكمله، وأضاف: «الأفغان في الولايات المتحدة أفراد مجتهدون وملتزمون بدفع الضرائب، وهم ممتنون لجهود الإجلاء التي قامت بها أميركا خلال أزمة كابول».

يقرأ  بكين تستضيف بوتين ومودي — قمة تطغى عليها الحروب التجارية مع الولايات المتحدة

بحسب مسؤولين أميركيين، كان للمشتبه به علاقة بقوات شريكة للقوات الأميركية أثناء وجودها في أفغانستان، فقد عمل على تأمين قوات أميركية في مطار كابول وقت الانسحاب، وفق ما ذكر قائد عسكري سابق خدم معه. وصل إلى الولايات المتحدة في تلك السنة نفسها، وقدّم طلب لجوء عام 2024، وتمت الموافقة على طلبه في وقت سابق من هذا العام، بحسب ما نقلت شبكة CBS News عن مسؤول.

آراء أخرى من الجالية وصفت الحادث بأنه «مدمّر للغاية للمهاجرين كافة»، وأشارت إلى أن ردود الفعل السياسية خلّفت حالة من القلق وعدم اليقين لدى الكثيرين. كما أشاروا إلى أن التهديدات في وطنهم الأصلي تزيد من الإحساس بالهشاشة: «نحن كأفغان نعيش مشكلات في أفغانستان وفي هذا البلد أيضاً».

في ختام تعليقاتهم، كرّر بعضهم الدعاء لأسر الضحايا مع التأكيد على ضرورة التمييز بين أعمال فردية وبين صورة المجتمع ككل، ومطالبة السلطات بمواصلة معالجة طلبات اللجوء والهجرة دون تمييز أو تأخير مفرط.

أضف تعليق