برزت حملة منسقة على الإنترنت تهدف إلى كشف هويات أشخاص بعد مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك، واستهدفت أكاديميين ومعلمين وموظفين حكوميين وآخرين أبدوا مواقف نقدية تجاهه على منصات التواصل.
أفادت رويترز السبت—استناداً إلى مقابلات وتصريحات علنية وتقارير محلية—بأن ما لا يقل عن 15 شخصاً طُردوا أو أُوقفوا عن العمل بعد مناقشتهم الحادث عبر الإنترنت. ويشمل هذا العدد صحفيين والعاملين في القطاع الأكاديمي ومعلمين.
قصص موصى بها
في يوم الجمعة، تم فصل موظفة شابة في بورصة ناسداك بعد منشورات لها تتعلق بكيرك. وواجه آخرون موجات من الإساءة الإلكترونية أو اتصالات مُتكررة بمكاتبهم تُطالب بفصلهم، ضمن تصاعد غضب اليمين المتطرف إثر القتل.
تتصدر تشايا رايتشك — المشغلة لحساب «ليبس أوف تيك توك» والمعروفة بنشاطها المناهض للهجرة — هذه الحملة، حيث نشرت أسماء وصوراً وتفاصيل أماكن عمل أشخاص أعربوا عن تعاطف ضئيل مع موت كيرك.
في إحدى الحالات استُهدف محاضر في جامعة ولاية كاليفورنيا في مونتيري باي بعد أن كتَب في قصة على إنستغرام: «لا أستطيع أن أجهد نفسي بالكثير من العطف، حقاً. سيقول البعض: ‘له عائلة وزوجة وأطفال’. وماذا عن كل الأطفال، وعن العائلات المتضررة من أكثر من 258 حادثة إطلاق نار في المدارس منذ 2020 حتى الآن؟» أعادت رايتشك نشر صورة المحاضر واتهَمَته بالسخرية من اغتيال كيرك.
لم يُصرّح المحاضر، لكن عدة معلمين في أنحاء الولايات المتحدة — من بينها كاليفورنيا وفلوريدا وإيووا وبنسلفانيا وميريلاند وماساتشوستس وميتشيغان ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا وأوكلاهوما وأوريغون وتكساس — أُوقفوا أو فُصلوا بسبب ملاحظات مماثلة على الإنترنت. وندد قادة النقابات بقتل كيرك، وحذّروا في الوقت نفسه من معاقبة المربّين بسبب حرية التعبير.
كما لم تسلم أوساط عسكرية من الاستهداف؛ إذ تحقّق سلطات خفر السواحل مع موظف بعد نشره صورة هزلية تفيد بأنه لا يهتم لوفاة كيرك، كما استُهدِف موظف سابق في تويتر لانتقاده فريق نيويورك يانكيز لإقامته دقيقة صمت لـِكيرك.
أطلق موقع جديد مسجّل باسم «اكشف قتلة تشارلي» قوائم تضم 41 اسماً قال إنهم «يدعمون العنف السياسي على الإنترنت»، وادعى أنه يعمل على متأخّرات تضم أكثر من 20 ألف بلاغ. واستعرضت رويترز لقطات شاشة وتعليقات منشورة على الموقع فتبين أن بعض الموقوفين سخروا أو احتفلوا بموت كيرك، مع عبارات مثل «نالا ما يستحقّونه»، أو تكرار مفاهيم عن «كارما». لكن آخرين انتقدوا شخصية اليمين المتطرف مع نفيهم للعنف بشكل صريح.
بعض المؤسسات اتخذت إجراءات تأديبية بالفعل. فصلت جامعة ولاية ميدل تينيسي مساعدة عميد بعد أن كتبت: «يبدو أن تشارلي قد تحدث مصيره إلى الوجود. الكراهية تلد كراهية. لا تعاطف إطلاقاً.» كانت الإشارة تعليقاً على دفاع كيرك عام 2023 عن العنف المسلح، حيث قال آنذاك: «أعتقد أنه من المقبول أن ندفع ثمن بعض الوفيات الناجمة عن الأسلحة كلّ سنة لكي نحافظ على التعديل الثاني… هذا صفقة معقولة. إنها عقلانية.»
حتى اقتباس هذا التصريح كان سبباً لاستهداف بعض الأشخاص.
رد الفعل الجمهوري
اقترح بعض الجمهوريين خطوات أبعد، تضمنت طرد معارضي كيرك من الولايات المتحدة أو رفع دعاوى قضائية تُدمرهم مالياً أو حظرهم من وسائل التواصل مدى الحياة. وحذّرت منظّمات يمينية متطرفة على منصة إكس (المعروفة سابقاً بتويتر) من أن مستقبل المهنيين قد يُدَمّر إن عبّروا عن فرحهم بمقتله؛ وصفت مؤثرة يمينية هذا الأمر بضرورة «تدمير آمالهم المهنية» إن احتفلوا بالوفاة.
أثارت موجة الفصل والإيقاف مخاوف بشأن حرية التعبير، بينما يحتفل نشطاء اليمين المتطرف بما يعتبرونه حملة للمساءلة. ونشر النائب الأمريكي كلاي هيغينز على إكس أنه ينبغي حظر كل من «بَحّوا بأقوالٍ نابية احتفالاً بالاغتيال البشع لذلك الشاب الجميل» من جميع المنصات إلى الأبد. كما أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو على الموقع نفسه عن اشمئزازه لرؤية البعض على وسائل التواصل يمدحون أو يبرّرون أو يسخرون من الحادث، وأعلن توجيه موظفي القنصليات لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
تناقض غضب الجمهوريين تجاه من يستخفون بتراث كيرك مع السخرية التي وجّهها بعض هؤلاء — ومن بينهم كيرك نفسه — إلى ضحايا عنف سياسي سابقين. فمثلاً، عندما تعرّض بول بيليوسي، زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، للضرب بمطرقة داخل منزله في سان فرانسيسكو قبل انتخابات التجديد النصفي 2022، نشر هيغينز صورة سخرية من الحادث ثم حذَفها لاحقاً. واقترحت لوراه لومر زوراً أن بول بيليوسي ومهاجمه كانا على علاقة حميمة، ووصفت الاعتداء بـ«مكالمة حب انتهت بسوء». وبعد أيام من الاعتداء، طالب كيرك بابتسامة بأن يُخلى سبيل المهاجم بكفالة.