حقوق الصور: Getty Images
قال الجيش الاسرائيلي إنه يريد أن يغادر السكان مدينة غزة قبل أن يبدأ بالتقدّم نحوها، فيما تستعد قواته لفرض سيطرتها عليها.
أعلنت المتحدّثية العربية باسم الجيش، افيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء أن إخلاء مدينة غزة “حتمي”، وأن العائلات التي تنتقل إلى الجنوب “سوف تتلقّى أوسع وأكرم أشكال المساعدة الإنسانية”.
قال شهود إن دبابات اسرائيلية توغّلت ليلًا في منطقة جديدة من مدينة غزة، ما اضطر مزيدًا من السكان إلى الفرار. وقد نزح آلاف بالفعل جرّاء التقدّم الإسرائيلي الأخير — معظمهم إلى أجزاء أخرى من المدينة حيث لا يزال نحو مليون فلسطيني يقيمون.
تأتي دعوة الإخلاء بينما من المتوقع أن يترأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا في البيت الابيض حول رؤية لما بعد الحرب في غزة.
في أوائل أغسطس، أعلنت اسرائيل نيتها احتلال قطاع غزة بأكمله، بما في ذلك مدينة غزة التي وصفتها بآخر معاقل حماس.
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن هجومًا إسرائيليًا على مدينة غزة سيترك أثرًا إنسانيًا “مروعًا”.
أفادت وكالة رويترز أن دبابات دخلت متأخرًا من مساء الثلاثاء حي عباد الرحمن في الأطراف الشمالية للمدينة، مُدمّرة عدة منازل. وقال سعد عبد في رسالة إلى رويترز من منزله في شارع جلال، على بُعد نحو كيلومتر واحد: “فجأة سمعنا أن الدبابات توغّلت إلى عباد الرحمن، تصاعدت أصوات الانفجارات ورأينا الناس يفرون نحو منطقتنا”.
وأفادت تقارير يوم الأربعاء بأن الدبابات تراجعت إلى منطقة جباليا، شمالًا حيث كانت تعمل هناك. كما استمرّ القصف في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة في مدينة غزة.
قال الجيش في بيان يوم الأربعاء إن قواته خاضت اشتباكات في منطقة جباليا وعلى مشارف مدينة غزة، وأنها قضت على “خلية إرهابية” وعثرت على مستودع أسلحة.
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزم اسرائيل على فرض السيطرة على كامل قطاع غزة بعد تراجع محادثات غير مباشرة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الشهر الماضي.
لكن نتنياهو يواجه ضغوطًا دولية ومحلية في آن واحد. ففي مساء الثلاثاء تظاهر عشرات الآلاف في تل أبيب مطالبين بوقف إطلاق النار لإعادة بقية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس إلى الوطن؛ ويُعتقد أن 20 فقط من أصل 50 رهينة ما زالوا على قيد الحياة.
في واشنطن يوم الثلاثاء قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إن البيت الابيض يعمل على “خطة شاملة جدًا” لما بعد الحرب في غزة. وأضاف لشبكة فوكس نيوز أن الخطة “لليوم التالي” ستُناقش في “اجتماع واسع” في البيت الابيض سيترأسه ترامب يوم الأربعاء. لم يقدّم تفاصيل ولكنه توقّع أن يُحسم الصراع “بصورة أو بأخرى، وبالتأكيد قبل نهاية هذا العام”.
شنت قوات اسرائيل حملة عسكرية في غزة ردًّا على هجوم قادته حماس على جنوب اسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأُخذ 251 رهينة. ووفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، فقد قُتل ما يقرب من 62,900 شخص في غزة منذ ذلك الحين.
نزح معظم سكان غزة مرّات عديدة؛ ويُقدّر أن أكثر من 90% من المنازل تعرضت للدمار أو التلف، وأن منظومات الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة قد انهارت. كما أكّد خبراء الأغذية العالميون المدعومون من الأمم المتحدة أن المجاعة تضرب منطقة مدينة غزة.