تطورات جارية
الجيش الإسرائيلي يعلن أن مدينة شمال غزة أصبحت «منطقة قتال» ويعلّق فترات التهدئة اليومية التي كانت تسمح بدخول المساعدات الإنسانية
نُشر في 29 أغسطس 2025
قال الجيش الإسرائيلي إنه شرع في «المراحل الأولية» لهجومه على مدينة غزة، معلناً أن أكبر مركز حضري في القطاع المحاصر اصبح منطقة قتال وخاطب تعليق فتراتي التهدئة المحلية التي كانت تُتيح دخول مساعدات إنسانية محدودة إلى المدينة.
«لن ننتظر. بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة»، كتب المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي في منشور على منصة X يوم الجمعة. وأضاف: «نحن نعمل حالياً بقوة كبيرة على أطراف المدينة».
وجاء هذا الإعلان مع تأكيد الجيش تعليق ما كان يُعرف بـ«فترات التهدئة التكتيكية» في هجماته على المدينة الشمالية من قطاع غزة، والتي كانت تسمح سابقاً بعمليات إنسانية محدودة. وصرّح الجيش عبر حسابه على X بأن «التوقف العسكري التكتيكي-المحلي لن ينطبق ابتداء من اليوم الساعة 10:00 صباحاً (07:00 غرينتش) على منطقة مدينة غزة، التي تشكل منطقة قتالية خطرة».
وتعرضت مدينة غزة لقصف متواصل منذ أوائل أغسطس، فيما يتهيأ الجيش لشن هجوم أوسع للاستيلاء على أكبر مركز حضري في القطاع — عملية قد تؤدي إلى تهجير قسري لما يصل إلى نحو مليون فلسطيني إلى مناطق تركيز في جنوب غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية لقناة الجزيرة بأن القصف المتواصل من الجو والبر أجبر السكان على التراجع إلى الأجزاء الغربية من المدينة. وتقدر الدفاع المدني في غزة أن أكثر من 1,000 مبنى سكني في منطقتي الزيتون وصبرا بمدينة غزة قد تعرض للتهديم منذ السادس من أغسطس.
وصف السكان قصفاً لا يرحم وهجمات بطائرات هليكوبتر. قال نهاد مادوخ من منطقة الشيخ رضوان في شمال غربي المدينة لقناة الجزيرة: «شنّوا هجوماً من نوع حزام النار على بعد نحو 150 متراً فقط منا. أحرقوا المنطقة بأكملها… كان قصفاً مرعباً».
وقال النازح أحمد مقط إنه ظل يتحرك باستمرار هرباً من الهجمات الإسرائيلية: «هذه الحطام الذي سقط الليلة الماضية بجانب رأسي. الآن سأخرج إلى الشارع، ولا يعلم إلا الله إلى أين سأذهب».
عشرات قُتلوا في أنحاء غزة
أفادت مصادر طبية لقناة الجزيرة أن ما لا يقل عن 41 فلسطينياً، بينهم ستة طالبي مساعدات، قُتلوا في هجمات متفرقة على غزة يوم الجمعة. وقال العاملون في القطاع الطبي إن ثلاثة من طالبي المساعدة أُطلق عليهم النار من قبل قوات إسرائيلية قرب ممر نتساريم في وسط غزة يوم الجمعة.
وأضافت المصادر أن غارات جوية إسرائيلية ضربت ما كان يسمى «المنطقة الآمنة» في المواسي غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بينما كانوا نائمين في خيامهم. وقال رجل يعتني بأحفاده، قُتل والدهم قبل شهرين: «كنا ننام حين وقع القصف… أصاب الضرب منطقتنا. نقلنا الجرحى بأنفسنا إلى مستشفى ناصر قبل وصول الإسعاف. أوقفوا هذه الحرب عنا، ارحموا الأطفال».
وبحسب السلطات الصحية الفلسطينية، فقد قتلت السلطات الإسرائيلية أكثر من 62,600 فلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، في حربها على غزة التي تقترب من عامين، كما جُرح ما لا يقل عن 157,600 آخرين.