هجوم جوي يقتل 33 في مستشفى بإقليم راخين — شهود والأمم المتحدة: قد يرقى إلى جريمة حرب
نُشر في 13 ديسمبر 2025
شهداء من الطاقم الطبي والمرضى وذووهم، وفق شهود ومسؤولون أمميون، بعد غارة جوية استهدفت مستشفى في محافظة مروك‑يو بغرب ميانمار. الجيش الحاكم اعترف بتنفيذ الضربة، وقال إن القتلى 33 شخصًا ينتمون إلى عناصر مسلحة من جماعات المعارضة وداعميهم وليسوا مدنيين، بينما تؤكد فرق الإغاثة والمتمردون والأمم المتحدة أن الضحايا كانوا مدنيين داخل المرفق الطبي.
في بيان نشرته صحيفة الحكومة الرسمية، وصفت إدارة الإعلام التابعة للجيش المستشفى بأنه قاعدة استخدمتها جماعات مسلحة، من بينها جيش أراكان وقوة دفاع الشعب. وأضاف البيان أن العملية جاءت كإجراء أمني وكمحاولة لمكافحة إرهاب في المستشفى العام ببلدية مروك‑يو، ونفذتها القوات العسكرية باعتبارها «ضرورية».
رد فعل الأمم المتحدة كان شديد الإدانة؛ إذ وصفت الأمم المتحدة الهجوم على مرفق يقدم خدمات الطوارئ والولادة والجراحة بأنه جزء من نمط أوسع من الضربات التي تُلحق أذىً بالمدنيين والممتلكات المدنية، وتدمر المجتمعات في أنحاء البلاد. وطالب مفوض حقوق الإنسان فولكر تورك بإجراء تحقيق «بأقوى العبارات»، محذرًا من أن مثل هذه الهجمات «قد ترقى إلى جريمة حرب» وداعياً إلى محاسبة المسؤولين ووقف القتال فورًا.
من جانبه، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن إدانته و«انذهاله»، مشيرًا إلى أن الضربة أودت بحياة 33 شخصًا على الأقل — بينهم العاملون في القطاع الصحي والمرضى وأفراد ذويهم — وأن البنية التحتية للمستشفى تعرضت لأضرار بالغة، حيث دُمّرت غرف العمليات والجناح الرئيسي للمرضى بالكامل.
تقع مروك‑يو على بُعد نحو 530 كيلومترًا شمال‑غرب يانغون، وقد سيطر عليها جيش أراكان في فبراير 2024. ويُعتبر جيش أراكان الذراع العسكرية لحركة أقلية راخينية تطالب بالحكم الذاتي عن الحكومة المركزية في ميانمار. وشرع في عملياته في الإقليم منذ نوفمبر 2023، واستولى منذ ذلك الحين على مقر إقليمي مهم للجيش و14 من أصل 17 بلدة في راخين.
تأتي هذه التطورات في سياق حرب أهلية محتدمة تجتاح البلاد منذ الانقلاب العسكري عام 2021، حين احتشد معارضو السلطة العسكرية ومال الكثير منهم إلى حمل السلاح، لتصبح مساحات واسعة من ميانمار مسرحًا لصراع مسلح كثيف. وكان إقليم راخين، المعروف تاريخيًا باسم أراكان، مسرحًا لعملية قمع وحشية عام 2017 دفعت نحو 740 ألف من الروهينغا، ذوي الغالبية المسلمة، إلى الفرار عبر الحدود إلى بنغلاديش، ولا تزال التوترات العرقية قائمة بين الراخينيين البوذيين والروهينغا.
أعلن جيش أراكان في بيان الخميس عزمه السعي إلى مساءلة مرتكبي الضربة بالتعاون مع منظمات دولية لضمان تحقيق العدالة واتخاذ «إجراءات قوية وحاسمة» ضد المؤسسة العسكرية. وفي المقابل، كثفت حكومة الجيش غاراتها الجوية مع اقتراب انتخابات مقررة في 28 ديسمبر؛ ما أثار اتهامات من معارضي الحكم العسكري بأن الاقتراع لن يكون حراً أو نزيهًا وأن الهدف منه شرعنة بقاء الجيش في السلطة.
الميانمار لا تزال في حالة اضطراب منذ سيطرة الجيش في 2021، والصراع الممتد الآن يفرض معاناة إنسانية واسعة وانتشارًا للعنف في كثير من أرجاء البلاد.