داكار، السنغال — قالت القوات المسلحة في النجر إنّها نفّذت ضربة جوية مُحدّدة قضت على قيادي بارز في جماعة «بوكو حرام» المتطرّفة، التي أودت بحياة الآلاف في غرب أفريقيا.
قتل إبراهيم باكوراة في غارة بتاريخ 15 آب/أغسطس بمنطقة بحيرة تشاد، التي أسفرت، بحسب القوات، عن مقتل «عشرات الإرهابيين» وعدد من القادة البارزين في الجماعة. وأضاف الجيش أن باكوراة، الذي كان في الأربعينيات من عمره، قد تمّ تعقبه لأسبوعـات قبل تنفيذ الضربة.
نشأت «بوكو حرام» كحركة جهادية محلية انبثقت من نيجيريا المجاورة، وتُعدّ من أخطر الجماعات المسلحة في العالم؛ فقد حملت السلاح منذ 2009 لمواجهة التعليم الغربي وفرض نسختها المتشدِّدة من الشريعة.
وقد امتدّ الصراع إلى دول مجاورة لشمال نيجيريا، بما في ذلك النيجر، وأسفر، وفق الأمم المتحدة، عن مقتل نحو 35 ألف مدني ونزوح أكثر من مليوني شخص.
يجب توخي الحذر أمام تقارير عن مقتل قادة كبار في صفوف الجماعات المسلحة، كما قال وسيم نصر، المتخصّص بشؤون الساحل وزميل أبحاث أول في مركز سوفان للأبحاث الأمنية، مشيراً إلى أن باكوراة سبق وأن أُعلِن عن مقتله ثلاث مرات على الأقل، وأنّ قدرات الحكومات على التحقّق من غارات جوية بعيدة محدودة.
انقسمت «بوكو حرام» إلى فصيلين في صراع على الزعامة عقب وفاة زعيمها الطويل الأمد أبو بكر شكّاو عام 2021، الذي أُشيع موته مرّات عدّة. وصعد باكوراة إلى السلطة عام 2022.
الفصيل الأوّل مدعوم من «الدولة الإسلامية» ويُعرف باسم ولاية غرب أفريقيا للدولة الإسلامية (ISWAP)، وقد اشتهر باستهداف المنشآت العسكرية وتمكّن من هزيمة القوات الحكومية في نيجيريا في ما لا يقل عن 15 مناسبة عام 2025، وفق إحصاء لوكالة الأنباء وبتوثيق خبراء وتقارير أمنية.
أما الفصيل الآخر، جماعة «أهل السنة للدعوة والجهاد» (المعروفة أيضاً باسم بوكو حرام)، فقد تصاعدت هجماته ضد المدنيين والمشتبه بتعاونهم، ويقوم بعمليات سطو واختطاف مقابل فديات.
يعدّ مقتل باكوراة ضربة جديدة لشبكات الجماعات المسلحة في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، ترافقت مع اعتقالات لقادة كبار مرتبطين بالقاعدة في نيجيريا، واعتقال ابن مؤسس «بوكو حرام» في تشاد.
ويشير خبراء إلى استجابة متجددة من أجهزة الاستخبارات في دول غرب ووسط أفريقيا، التي تكبّدت قياداتها الأمنية هزائم محرجة أمام الجماعات المسلحة هذا العام.
«ما فعلته الهجمات المتكررة هو أنها سببَت إحراجاً للقادة العسكريين والأمنيين، حتى إن الجنود كانوا يفرّون عند مشاهدة تقدمات ولاية غرب أفريقيا. تلك الهجمات حفزت استجابة متجددة من الجيوش في أنحاء المنطقة»، قال تايو حسن، باحث أمني في معهد الدراسات الأمنية.
وأضاف حسن أن اعتقال وقتل القادة الكبار قد يترجم إلى مكاسب ملموسة في المعركة الإقليمية ضد انعدام الأمن، شريطة أن تضمن حكومة النيجر عدم قيام الجماعات بشن هجمات انتقامية أوإعادة تنظيم نفسها في مناطق أخرى.
مساهمة: أوبِي أديتايو من لاغوس، نيجيريا.