الحرب في السودان — تطورات إنسانية وقتالية وخطوط السيطرة (أكتوبر ٢٠٢٥) · أخبار الحرب

مجزرة الفاشر أواخر أكتوبر أكدت أن النزاع في السودان لا يُظهر أي مؤشر حقيقي على التراجع.

التطورات الميدانية
– سيطرت قوات الدعم السريع فعليًا على كامل إقليم دارفور بعد سقوط مدينة الفاشر المحاصرة في 26 أكتوبر.
– أثناء اجتياح الفاشر شُنّت حملة قتل جماعي بحق مدنيين كانوا يحاولون الفرار إلى قرى وبلدات نائية؛ وقالت شبكة أطباء السودان إن ما لا يقل عن 1,500 شخص قُتلوا خلال 48 ساعة.
– استولت قوات الدعم السريع أيضًا على بلدة برآء الاستراتيجية في شمال كردفان أواخر أكتوبر. ونسبت الشبكات المحلية إلى القوات ارتكاب انتهاكات جسيمة في برآء؛ وفقًا لشبكة أطباء السودان، قُتل 47 شخصًا داخل منازلهم، ونزح أكثر من 4,500 شخص إلى البلدات والمدن المحيطة.
– مع سقوط برآء والفاشر، باتت قوات الدعم السريع مهيأة لشن هجوم على عاصمة شمال كردفان، الأبيض، وخسارة المدينة ستكون نكسة كبيرة للقوات المسلحة لأنها تشكل حاجزًا دفاعيًا لحماية مناطق وسط وشرق السودان التي تسيطر عليها الجيش.

الأزمة الإنسانية
– عشرات الآلاف من المدنيين لا يزالون محاصرين في الفاشر، مختبئين من قوات الدعم السريع في خنادق تحت الأرض أو يسيرون في الصحراء على أمل الوصول إلى بلدات تبعد نحو 60 كيلومترًا.
– قبل سقوط الفاشر كان الحصار قد استمر لأكثر من 18 شهرًا، ما دفع مئات الآلاف إلى محاولات هروب، بينما اضطر الباقون إلى مواجهة الجوع عبر أكل أعلاف الحيوانات المعروفة محليًا باسم (أمباز). الذين يسيرون في الصحراء معرضون للموت عطشًا وجوعًا على الطريق.
– وصف توم فليتشر، كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة، وضع الفارين من الفاشر بالمرعب: “النساء والفتيات يتعرضن للاغتصاب والناس يُشَوَّهون” (ترجمة تقريره).
– وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة وصل أكثر من 33,000 شخص إلى البلدات المجاورة، والوافدون الجدد يفتقرون إلى مأوى ملائم أو مساعدات غذائئه ويعتمد معظمهم على متطوعين محليين لتأمين أدنى مقومات البقاء.
– الوضع في شمال كردفان كارثي كذلك؛ وأفادت شبكة أطباء السودان بوصول نحو 1,900 شخص إلى الأبيض قادمين من برآء، ويبيت معظمهم في أكواخ مفتوحة بلا أسقف أو مراحيض لائقة.
– على الرغم من اتساع رقعة المجاعة وارتفاع مستويات الجوع، اتخذت القوات المسلحة السودانية إجراء طرد مسؤولين اثنين بارزين في برنامج الأغذية العالمي وصنفتهما “شخصين غير مرغوب فيهما”، ما أثار مخاوف بشأن التزام القوات بالتخفيف من أزمة الجوع. وذكر برنامج الأغذية العالمي أن طرد الموظفين يعرض عمليات الإغاثة للخطر في وقت يحتاج فيه 24 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة.

يقرأ  انفجار في محافظة إدلب شمال غرب سوريا يودي بحياة أربعة أشخاص، بحسب وسائل الإعلام الرسمية

الدبلوماسية والتطورات السياسية
– التقت أربع دول مشاركة في جهود الوساطة — الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية (المعروفة بـ«الرباعية») — في واشنطن لمناقشة خارطة طريق لإنهاء الحرب في 25 أكتوبر، لكن الاجتماع أحرز تقدمًا ضئيلاً واقتصر على الاتفاق على تشكيل «لجنة مشتركة» رمزية لإنهاء الصراع.
– جاء الاجتماع قبل يومين من اجتياح قوات الدعم السريع للفاشر وارتكابها مجازر جديدة، وتكررت ممارسة القوات المتمردة استغلال منتديات التهدئة لتدشين هجمات واسعة؛ ففي نوفمبر 2023 استغلت الدعم السريع تعثر محادثات وقف النار في جدة وحققت تقدّمًا سريعًا بسيطرتهم على أربع من ولايات دارفور الخمس.
– في 16 أكتوبر التقى رئيس قوات الجيش عبد الفتاح البرهان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث إمكانية هدنة.
– حتى الآن فشلت المبادرات الدبلوماسية في الحد من الانتهاكات أو فرض وقف إطلاق نار فعال ويبدو أن الحلول السياسية لم تستطع تغيير مسار المعاناة الإنسانية.

أضف تعليق