الحكم بالإعدام على هندي لإضرامه النار في زوجته وقتلها بدعوى لون بشرتها

المقال التالي يحتوي على تفاصيل قد تكون مؤلمة لبعض القراء.

أصدرت محكمة في الهند حكماً بالإعدام على رجل بتهمة إشعال النار في زوجته، بدافع إهانتها بسبب لون بشرتها.

قبل وفاتها أدلت لاكشمي بشهادات أمام الشرطة والأطباء ومسؤول قضائي، وقالت إن زوجها كيشانداس «كان يسخر منها بانتظام لكونها سمراء البشرة».

قاضي الدايرة راهول تشودهاري، في مدينة أودايبور الشمالية، أوضح سبب الحكم بالإعدام بأن جريمة القتل تندرج تحت خانة «الأندر بين الأندر» وأنها «جريمة ضد الانسانية».

محامي كيشانداس قال لهيئة الإذاعة البريطانية إن موكله بريء وأنهم سيستأنفون على الحكم.

حادثة مقتل لاكشمي قبل نحو ثماني سنوات والحكم الصادر في عطلة نهاية الأسبوع أثارتا اهتمام الرأي العام في بلد معلومٌ عنه هوسه بتمييز الألوان.

ورد في أمر المحكمة أن الهجوم وقع في ليلة 24 يونيو 2017. ويقتبس الحكم من تصريحات أدلت بها لاكشمي قبل وفاتها أمام الشرطة والأطباء والمأمور التنفيذي.

قالت لاكشمي إن زوجها نعتها كثيراً بـ«كالي» أي السوداء وسخر من جسدها منذ زواجهما عام 2016. في الليلة التي ماتت فيها أحضر كيشانداس زجاجة بلاستيكية تحتوي سائلاً بنياً — قال إنها دواء لتفتيح البشرة. وفقاً للشهادات، وضع السائل على جسدها، وعندما اشتكت من رائحة تشبه الحمض أضرم النار فيها بعصا بخور. وعندما التهم النيران جسدها سكب ما تبقى من السائل عليها ثم فر هارباً.

نقلها والدا كيشانداس وأخته إلى المستشفى حيث فارقت الحياة لاحقاً.

قال القاضي تشودهاري في أمره: «لا مبالغة في القول إن هذه الجريمة البشعة الممزقة للقلب لم تكن ضد لاكشمي وحدها، بل هي جريمة ضد الانسانية». وأضاف أن المتهم «انتهك ثقتها» وأبدى «قسوة مفرطة حين سكب عليها السائل المتبقي» بينما كانت تحترق.

يقرأ  فيديو لحشود تهتف لجنود إسرائيل مولَّد بالذكاء الاصطناعي

وصف المدّعي العام دينيش باليوال الحكم بأنه «تاريخي» وأعرب لهيئة الإذاعة البريطانية عن أمله في أن يكون عبرة لباقي المجتمع. قال: «قُتلت شابة في أوائل العشرينيات بطريقة بربرية. كانت أختاً وابنةً وأمّاً محبّة لدى البعض. إذا لم نحمي بناتنا فمن سيحميهن؟»

أوضح السيد باليوال أنه أحال الأمر إلى المحكمة العليا لتأكيد عقوبة الإعدام، مع الإشارة إلى أن المدان يملك 30 يوماً للطعن في الحكم.

من جهته، قال محامي الدفاع سوريندرا كومار ميناريا إن وفاة لاكشمي كانت حادثة ولم ترد أدلة تثبت تهمة موكله الذي وصفه بأنه متهم زوراً.

أمر محكمة أودايبور أعاد تسليط الضوء على تفضيل المجتمع الهندي غير الصحي للبشرة الفاتحة. الفتيات والنساء ذوات البشرة الداكنة يتعرضن للإهانات والتمييز، بينما تشكل منتجات تفتيح البشرة صناعة مربحة تحقق مليارات الدولارات من الأرباح.

في عروض الزواج تُبرز معظم الإعلانات لون البشرة، وتزداد المطالب بالعروس الفاتحة البشرة. سبق أن نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن حالات انتحار لسيدات تعرضن للسخرية من أزواجهن بسبب «سواد بشرتهن».

في السنوات الأخيرة تحدى ناشطون الفكرة السائدة القائلة بأن «الأفتح أفضل»، لكنهم يقرون بأن مقاومة هذه الأحكام المترسخة أمر في غاية الصعوبة. وحتى يتغير ذلك، ستستمر هذه الممارسات التمييزية في تدمير حياة الناس.

أضف تعليق