الحيوان الأكثر فتكًا في أستراليا… ليس كما تظن

أستراليا هي البلد الأخطر على وجه الأرض من حيث الحيوانات البرية القاتلة. القارة الحمراء تعج بالثعابين السامة والعناكب، وأسماك القرش المفترسة والتمساح، والذئاب البرية (الدينغو) التي قد تهاجم الرضع، وطائر الكاسواري المزود بشوك مسموم — أخطر طائر في العالم. حتى الأصداف الجميلة على الشاطئ قد تكون في الواقع حلزونات حربية سامة.

بالنسبة للمستوطنين البريطانيين في القرن التاسع عشر، القادمين من جزر حيث أي مخلوق أخطر من عنكبوت الشبكة طُرِدَ أو انقرض منذ عصر ستيوارت، لا بد وأن المشهد كان مرعباً.

لكن تقريراً جديداً صادماً من نظام المعلومات الجنائي الوطني يكشف أن أخطر حيوان في أستراليا ليس أيًّا من هذه الكائنات القاتلة. بل إنه ليس أصلياً حتى.

التمساح المالح (Crocodylus porosus) هو أكبر زاحف حي، ويعد أيضاً من حيواني المفضلين — ومع ذلك ليس الحيوان الأشد فتكاً في أستراليا.

غزاة قاتلة؟

سأقولها بصراحة: أخطر حيوان في أستراليا هو الحصان. نحو ثلث حالات الوفيات المرتبطة بالحيوانات من بين 713 حالة في الفترة بين 2001 و2021 عُزِيَت إلى الخيول.

وصلت الخيول أول مرة إلى أستراليا عام 1788 على متن سفن استعمارية بريطانية. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، هرب عدد كافٍ من الخيول من الحظائر الأسترالية لتكوين جماعات برية. اليوم يترواح عدد ما يُسمى بـ”البرومبيز” البريّة في أستراليا بنحو 400,000 رأس. ومع ذلك، فإن عدد الوفيات الأكبر ناتج عن الخيول المنزلية.

من بين وفيات الخيول كان معظمها (59.5 بالمئة) نتيجة السقوط. عشرون من الضحايا كانوا فارساً محترفاً في سباقات الخيل، حيث شكّلت السباقات 14.8% من الوفيات. ومات اثنا عشر شخصاً إضافياً في فعاليات مثل الروديو والترويض والقفز فوق الحواجز.

المركز الثاني من حيث الفتك كان أيضاً لحيوان مستقدم: البقرة المتواضعة كانت مسؤولة عن نحو 13 بالمئة من وفيات الحيوانات في أستراليا. من هذه الحالات، كان نحو نصفها نتيجة قوى ضاربة — ركلة أو دعس من بقرة — ومعظم الباقي نتج عن اصطدامات مركبات بالبقر.

يقرأ  أهم أحداث الحرب الروسية‑الأوكرانية اليوم ١٢٧١ — تغطية إخبارية

الأمر مفهوم: الخيول والأبقار أشد فتكاً من أسماك القرش والثعابين ببساطة لأن الناس يقضون وقتاً أطول حول الخيول أكثر مما يقضونه بين الأفاعي السامة. التفاعل الواحد مع حصان واحد آمِن إحصائياً، لكن حين تضرب هذا التفاعل بمئات الآلاف من التفاعلات السنوية، تتراكم الحوادث — وتتصاعد الوفيات.

قافلة صغيرة من البرومبيز تعبر الطريق. ومن غير المعروف ما إذا كانت كلمة “برومبي” مشتقة من اسم شخص أو كلمة إيرلندية أو من إحدى لغات السكان الأصليين.

ما الذي يقتلك أيضاً في استراليا؟

في الواقع، للوصول إلى حيوان أسترالي أصيل عليك النزول إلى المرتبة الرابعة (المرتبة الثالثة كانت للكلاب)، حيث تجد الكنغر. وعلى الرغم من أن الكنغر مقاتل قوي البنية، فإن جميع الحالات الخمس والخمسين المرتبطة بالكنغر كانت حوادث اصطدام بالمركبات.

تحتل الثعابين المرتبة الخامسة، محققة الشرف المثير للتساؤل بأن تكون أول مدخل غير مفاجئ. وجد التقرير 50 وفاة ناتجة عن لدغات ثعابين، وكانت الوفيات أكثر شيوعاً بين كبار السن، مع وقوع العديد من الاصابات المصاحبة.

تسببت ردود الفعل التحسسية للدغات النحل في خمس وأربعين وفاة. ونُسبت 39 وفاة للقروش و25 للتماسيح، وكادت كل هذه الحوادث تحدث أثناء السباحة. وبالنظر إلى هجمات طيور مثل الغراب المُهاجم، والنعام (الإيمو)، والكاسواري، فقد نُسبت 11 وفاة إجمالاً إلى الطيور.

لا تعكس السمعة دائماً الواقع. فعلى الرغم من أن أستراليا تحوي أخطر عنكبوت في العالم — عنكبوت قناة سيدني — لم تسجّل أي وفاة ناجمة عن لدغة عنكبوت بين 2001 و2021.

أضف تعليق