قرار دانماركي لاقتناء أسلحةٍ بعيدة المدى ودقيقة لردع روسيا
أعلنت رئيسة الوزراء ميتّ فريدريكسن للصحفيين أن الحكومة ستزوّد القوات المسلحة بأسلحةٍ بعيدة المدى وذات دقة عالية للمرة الأولى، ووصفت القرار بأنه سيشكّل «ردعًا ذا مصداقية» ضد روسيا. وأوضحت أن موسكو ستظل تهديدًا للدانمارك «لسنوات قادمة» حتى في غياب خطر اعتداء وشيك، معتبرة هذه الخطوة تحوّلًا جوهريًا في سياسات الدفاع الدنماركية.
قالت فريدريكسن إن الإمكانات الجديدة ستتيح للجيش القدرة على استهداف أهداف بعيدة المدى و«تعطيل تهديدات الصواريخ لدى الخصم مثلاً». بدوره، صرّح وزير الدفاع ترولس لوند بولسن بأن التركيز سيشمل بناء ترسانة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، من دون الإفصاح عن أنواع محددة من الأسلحة أو مواعيد الشراء.
يأتي هذا الإعلان بعد أكبر عملية شراء أسلحة في تاريخ البلاد الشهر الماضي بقيمة نحو 58 مليار كرونة دانماركية لاقتناء منظومات دفاع جوي أوروبية الصنع. وفي فبراير الماضي كانت رئيسة الوزراء قد حثّت القوات المسلحة على «الشراء، الشراء، الشراء»، في سياق خطة لتوسيع الإنفاق العسكري بنحو 50 مليار كرونة خلال عامين — تغيير دراماتيكي بعد عقود من التقليص.
لم تُكشف بعد الحصّة المخصصة لاقتناء المعدات بعيدة المدى من مجمل الميزانية، كما لم تُفصّل الحكومة جداول زمنية دقيقة.
قضايا دولية أخرى
إلى جانب موقفها من روسيا، اتخذت فريدريكسن موقفًا صارمًا تجاه تكرار تصريحات الرئيس الأميركي بشأن نيته الحصول على غرينلاند، الإقليم شبه المستقل ضمن مملكة الدنمارك. واستدعت الحكومة الشهر الماضي قائم بأعمال السفارة الأميركية بعد تقارير تفيد بمحاولات سريةٍ قام بها مواطنون أميركيون للتأثير على الرأي العام في غرينلاند. وقالت فريدريكسن آنذاك إن «أي تدخل في الشؤون الداخلية لمملكة الدنمارك وديمقراطية غرينلاند أمرٌ لا يُطاق»، مشددة على أن الولايات المتحدة لم تنفِ تلك المزاعم بشكلٍ واضح.
تدفقات أسلحة لأوكرانيا عبر آلية PURL
في موازاة هذه التطورات، تتوقع أوكرانيا تدفق دعم كبير عبر آلية «قائمة الأولويات الأوكرانية» (PURL)، وهي مبادرة تمكّن دول الناتو من تمويل نقل أسلحة وتقنيات مصدرها الولايات المتحدة إلى كييف. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تتوقّع الحصول على نحو 3.5 إلى 3.6 مليار دولار عبر هذه الآلية بحلول أكتوبر، مع وضع منظومات الدفاع الجوي الغربية من بين أولى الشحنات المقررة.
وتأتي هذه التعزيزات في ظل هجمات روسية متواصلة في جنوب أوكرانيا، بينها ضربات على مدينة زابوريجيا التي سجّلت سقوط قتيل وعددًا من الجرحى هذا الأسبوع، إضافة إلى سقوط ضحايا في منطقة ميكولايف ومدينة خاركيف شمال شرق البلاد. ووفقًا لزيلينسكي، فقد شنّت روسيا خلال سبتمبر أكثر من 3500 طائرة مسيّرة وما يقارب 190 صاروخًا ضد أهداف أوكرانية.
مع ذلك، حرص الرئيس الأوكراني على إظهار ثقة، وكتب على منصة X أن روسيا «خسرت كثيرًا من القوى البشرية» في المعارك الأخيرة وأنه «يبدو أنها تفتقر إلى القوة من أجل هجمات واسعة النطاق».
قضية الطرود المتفجّرة في أوروبا
من جهة أخرى، وجّهت النيابة الليتوانية تهمًا إلى 15 شخصًا على صلة بسلسلة انفجارات طرود شحنت عبر شركات بريدية في أوروبا العام الماضي، وتتهم السلطات تنظيم العملية عبر عملاء مرتبطين بالاستخبارات العسكرية الروسية.