أكدت حركة حماس مقتل الناطق باسم جناحها المسلح، المعروف بأبي عبيدة، ومحمد السنور، القائد السابق للحركة في غزة، خلال الحرب التي وصفتها الحركة بأنها حرب إبادة شنّتها إسرائيل في وقت سابق من هذا العام.
في بيان مصوّر أصدرته كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، جرى الإعلان عن وفاة المتحدث الأبرز منذ زمن طويل، وفي الوقت نفسه تعيّن متحدث جديد مُقنّع لتحمل مهمة التواصل الإعلامي باسم الكتائب.
قصص موصى بها
هذا الإعلان هو أول تأكيد رسمي لغياب الشخصية التي أصبحت واجهة الاستراتيجية الإعلامية للحركة طيلة العامين العنيفين على قطاع غزة.
كشف المتحدث الجديد عن هوية أبي عبيدة الحقيقية لأول مرة، وقال إن اسمه كان حذيفة سمير عبد الله الكحلوت.
“نعلن بفخر استشهاد القائد الكبير … أبو عبيدة”، هكذا صرّح المتحدث، مضيفاً: “ورثنا لقبه”.
الجيش الإسرائيلي صرّح في مايو/أيار بأنه قتل محمد السنور، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، وبعد ثلاثة أشهر أعلن أيضاً مقتل أبي عبيدة.
قادة آخرون قُتلوا
كان أبو عبيدة صوتاً مركزياً لحماس في غزة، يصدر بيانات عن مستجدات الميدان، والانتهاكات خلال الهدَن، وصفقات تبادل الأسرى مع الإسرائيليين مطلع العام خلال وقفٍ قصير للقتال، الذي انهار من طرف واحد بتصرفات إسرائيل.
جاء آخر تصريح له مطلع سبتمبر حين بدأت إسرائيل المراحل الأولى لهجوم عسكري جديد على مدينة غزة، معلنةً المنطقة منطقة قتالية فيما دُمّرت مئات المباني السكنية وهرع أهل القطاع هاربين بأعداد كبيرة.
كما أكدت كتائب القسام مقتل عدد من القادة الكبار الآخرين، من بينهم محمد شبّانة، قائد لواء رفح، إضافة إلى حكام العيسى ورايد سعد.
هم جزء من قائمة متنامية من ممثلي حماس الذين أكدت إسرائيل مقتلهم خلال العامين الماضيين، ومن بينهم قادة سياسيون وعسكريون كبار مثل يحيى السنوار؛ والقيادي العسكري محمد الضيف، أحد مؤسسي كتائب القسام في التسعينيات؛ ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران.
قال البيان إن محمد السنور تولى منصب رئيس الأركان في كتائب القسام بعد مقتل الضيف، وقاد الحركة خلال ما وصفته “مرحلة حرجة للغاية” قبل أن يُقتل هو أيضاً.
موقف من وقف إطلاق النار
تطرّق المتحدث الجديد إلى الوضع السياسي الراهن مؤكداً استمرار التزام الحركة بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من شهرين، رغم “التجاوزات الإسرائيلية المتكررة”.
وأضاف: “شعبنا يدافع عن نفسه ولن يتخلى عن سلاحه ما دام الاحتلال باقياً. لن نستسلم، حتى لو اضطررنا للقتال بأظافرنا”.
ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل للالتزام بالهدنة، وحذّر من أن حق الحركة في الرد على الانتهاكات “مكفول”.
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الاثنين أنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر قُتل 414 فلسطينياً على الأقل وأُصيب 1,145 آخرون، فيما جرى استرداد 680 جثّة.
وأضافت الوزارة أن حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 71,266 قتيلاً، مع 171,222 مصاباً.