زيارة رئيس جهاز الأمن القومي تأتي بعد أن أعربت إيران عن معارضتها لخطة الحكومة لنزع سلاح حزب الله.
تصرّح رئيس الجمهورية اللبنانية بأن بيروت ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، وانتقد تصريحات طهران حول خطط نزع سلاح حزب الله واعتبرها «غير بناءة».
زيارة علي لاريجاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى بيروت يوم الأربعاء جاءت بعد أسبوع من تكليف الحكومة اللبنانية للجيش بوضع خطة لإنهاء سلاح الجماعة المسلحة الموالية لإيران بحلول نهاية عام 2025.
إيران أبدت معارضتها لخطة نزع سلاح حزب الله، الذي كان يعتقد قبل الحرب مع إسرائيل العام الماضي أنه أكثر تزويداً بالسلاح من الجيش اللبناني.
«يُمنع على أي أحد… حمل السلاح واستخدام الدعم الخارجي كورقة ضغط»، قال الرئيس ميشال عون للاريجاني، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية نُشر على منصة إكس.
أجاب لاريجاني عون قائلاً إن إيران لا تتدخل في صناعة القرار اللبناني، وأنه لا ينبغي للدول الأجنبية أن تصدر أوامر للبنان.
«أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة نحترمه»، صرح بذلك بعد محادثات منفصلة مع رئيس البرلمان نبيه بري، زعيم حركة أمل الحليف لحزب الله.
«إيران لم تُقدّم أي خطة إلى لبنان، بل الولايات المتحدة هي من فعلت. الذين يتدخلون في الشأن اللبناني هم من يفرضون الخطط والمواعيد النهائية»، قال لاريجاني.
وأضاف أن على لبنان ألا «يخلط بين أعدائه وأصدقائه — عدوكم هو إسرائيل، وصديقكم هو المقاومة».
وأوضح لاريجاني أن على لبنان أن يقدّر حزب الله و«قيمة المقاومة».
من بيروت، نقلت مراسلة الجزيرة زينة خضر أن لغة لاريجاني بدت أكثر اعتدالاً خلال الزيارة.
«علي لاريجاني استخدم لغة دبلوماسية أكثر مما كان عليه قبل أيام، حين كان صريحاً بأن إيران تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله».
«قال إن سياسة إيران تقوم على التعاون الودي، لا إصدار الأوامر والجداول الزمنية، فكان يقصد الولايات المتحدة والمبعوث الأميركي الذي قدّم خطة لتهدئة التوتر مع إسرائيل، وتضمنت هذه الخطة جدولاً زمنياً لنزع سلاح حزب الله خلال أربعة أشهر».
علاقة «دولة بدولة»
تجمّع العشرات من مؤيدي حزب الله على طريق المطار لاستقبال لاريجاني صباح الأربعاء. خرج لاريجاني لفترة وجيزة من سيارته ليحييهم بينما كانوا يردّدون هتافات.
«إذا كان الشعب اللبناني يعاني، فإننا في إيران سنشعر بهذا الألم أيضاً وسنقف إلى جانب الشعب اللبناني العزيز في كل الظروف»، قال لاريجاني للصحفيين فور وصوله إلى بيروت.
كما من المقرّر أن يلتقي المسؤول الإيراني رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، إضافة إلى بري القريب من حزب الله.
عانت إيران سلسلة من الضربات في صراعها الطويل مع إسرائيل، بما في ذلك خلال 12 يوماً من الحرب المفتوحة بين البلدين في يونيو.
أما حزب الله فقد تضرّر خلال الحرب مع إسرائيل، التي انتهت بوقف إطلاق نار في نوفمبر 2024 وما تزال إسرائيل تنتهك هذا التهدئة.
الحكومة اللبنانية الجديدة، المدعومة أميركياً، تحرّكت لتقييد دور الجماعة بشكل أكبر.
«ما تريده القيادة اللبنانية الجديدة هو علاقة دولة بدولة، وليس كما في الماضي حيث كان الإيرانيون يتعاملون مع حزب الله وليس مع الدولة اللبنانية»، قالت خضر.
وصف حزب الله قرار الحكومة بنزع السلاح بأنه «إثم عظيم».
قالت خضر إن التوترات أثارت مخاوف من احتمال اندلاع اضطرابات داخل البلاد.
يُعد حزب الله جزءاً من ما تُسميه إيران «محور المقاومة» — شبكة من الجماعات المسلحة الموالية في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس في غزة ومتمرّدو الحوثي في اليمن، الذين يعارضون إسرائيل.