الراكون في طريقه ليصبح الحيوان الأليف التالي في أمريكا

قد تكون الراكونات على وشك أن تصبح الحيوان الأليف التالي في الولايات المتحدة.

يطلق عليها بمحبة أسماء مثل “دببة القمامة”؛ هذه الثدييات ذات القناع التي تشتهر بالتنقيب في سلات النفايات بحثًا عن طعام سهل، تبدو وكأنها تتطور بتأثير قربها من البشر، حتى أن بعض خصائصها صارت تبدو أكثر وداعة، بحسب دراسة جديدة.

تقييم لما يقرب من 20,000 صورة كشف “انخفاضًا واضحًا في طول الخطم” لدى الراكونات الحضرية مقارنة بنظيراتها الريفية — تحول جسدي يتوافق مع المراحل الأولى للتدجين التي لوحظت لدى القطط والكلاب.

بعضها أصبح نجمًا على تيك توك بعد أن تبنته عائلات، وهناك من جرأته كانت سببًا في صعوده إلى الشهرة، إذ ركض أحدها بسرعة عبر أرضية ملعب خلال مباراة للدوري الأميركي للمحترفين في فيلادلفيا العام الماضي.

هذه الثدييات ذات الذيل المخطط، والمعروفة أيضًا بلقب “لصوص الحدائق الخلفية”، منتشرة على نطاق واسع عبر الولايات المتحدة المُتّصلة.

قدرتها على التكيّف والازدهار في البيئات البرية والحضرية جعلتها تحتل موقعًا غير معتاد في الحياة الأميركية — حيوان أليف محبوب في بعض الأحياء، وآفة مزعجة في أخرى. بعض التي تم تبنيها كحيوونات أليفة جذبت اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل.

قربها من البشر قد يكون مؤشرًا على ازدياد ارتياحها لوجودنا، أو، من منظور علمي، على تخفيف استجابتها الفطرية للفرار، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة Frontiers in Zoology.

تشير الدراسة إلى أن تليين الملامح قد يعود إلى تغيرات على مستوى الخلايا في آليات الاستجابة للقتال أو الهروب.

“القمامة هي محرك الانطلاقة”، قالت رافيلا ليش، المشاركة في تأليف الدراسة من جامعة أركنساس في ليتل روك، لمجلة Scientific American. “حيثما يوجد الإنسان توجد القمامة — والحيوانات تحب قمامتنا.”

يقرأ  مبيعات السيارات الصينية تسجل زخماً في «سبتمبر الذهبي»

لكن للاستفادة من هذا “بوفيه” لا نهاية له، يجب على الحياة البرية أن تُوازن بين الجرأة الكافية للتنقيب في الحاويات والتنقل في البيئات البشرية، وعدم الجرأة المفرطة التي تجعلها تشكل تهديدًا. “إذا عاش الحيوان قرب البشر، فعليه أن يكون مهذبًا بما يكفي”، تقول ليش. “هذا الضغط الانتقائي شديد.”

النتيجة، كما أوضح المؤلفون، تتسق مع ما يُعرف بـمتلازمة التدجين في مظاهرها. متلازمة التدجين — التغيرات التشريحية والشكلية مثل الذيول المجعّدة، الآذان المتهدلة، فقدان التصبغ، صغر حجم الدماغ وانحسار هيكل الوجه — تُعتبر من أبرز سمات التدجين، وتظهر كذلك لدى الحيوانات الأليفة الشائعة، مثل الكلاب الناتجة عن الذئاب.

المؤلفون يفترضون أيضًا أن عملية التدجين قد لا تبدأ دائمًا بتدخل بشريٍ مباشر من خلال الأسر أو الانتقاء التهجيّ، بل قد تكون العملية قد بدأت مبكرًا عند اعتادان الحيوانات على البيئات البشرية. هذه، وفق قولهم، أشارة إلى أن “فقط الحيوانات ذات استجابات فرار (أو قتال) مخففة ستنجح أفضل” — ما يجعل المراحل الأولى للتدجين عملية انتقاء طبيعي بحت.

أضف تعليق