الرسائل المفرَج عنها تكشف: «لم أعد أتحمّل هذا»، قال أندرو لإبستين

الملف الجديد من أرشيف جيفري إيبستين يكشف مراسلات ووقائع مهمة تتعلق بعلاقات رفيعة المستوى وادعاءات جنسية

مقتطفات ورسائل من الأرشيف
أُفرج عن مجموعة من الرسائل الإلكترونية من ممتلكات المجرم المدان جيفري إيبستين، شملت مراسلات مع غيسلين ماكسول وذكرًا لاسم دونالد ترامب. من بين هذه الوثائق، رسالة ردّية أُرسلت إلى “الأمير اندرو مونتباتن-ويندسور” عندما نبهه أحد الوسطاء عام 2011 إلى أن صحيفة بريطانية تستعد لنشر تحقيق عن الثلاثي، فتلقى رداً يعبر عن استياء شديد ويفيد بأنه “لا يستطيع تحمّل هذا أكثر”.

الردُّ المقتبس
وفقًا للملفات الصادرة، ردّ اندرو بقوة بعد أن أعيد إليه بريد طلب ردّ أرسلته Mail on Sunday لماكسول في مارس 2011، الذي احتوى على اتهامات متعددة. جاء ردّه بحسب الوثائق بمعنى: ما هذا كله؟ لست على علم بهذا! يجب القول بذلك رجاءً. هذا لا علاقة لي به. لا أطيق المزيد من هذا.

دعوة الكونغرس وشهادة محتملة
أصدرت مجموعة من الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب طلبًا لاستجواب الأرشيف كجزء من تحقيقهم في شبكة إيبستين؛ وطُلب من الأمير اندرو الإجابة عن أسئلة اللجنة. عضو اللجنة الديمقراطي صرح أن اندرو لم يرد بعد على الدعوة لكنه يمكنه الإدلاء بشهادته عن بعد دون الحاجة للسفر.

اتهامات فيرجينيا جيفري وتسوية 2022
فيرجينيا جيفري، من أبرز من اتهمن إيبستين وشريكاته، زعمت أن الأمير اندرو مارَسَ معها الجنس ثلاث مرات عندما كانت مراهقة. نفا اندرو هذه الاتهامات، لكنه توصل إلى تسوية خارج المحكمة مع جيفري عام 2022 لم تتضمن أي اعتراف بالمسؤولية أو اعتذار. وفي وقت لاحق هذا الشهر جرى سحب ألقابه الرسمية بعد أن أعادت مذكرات جيفري التي نُشرت بعد وفاتها تسليط الضوء على علاقاته بإيبستين وماكسول.

يقرأ  السلطات توجّه تهمًا لرجل متهَم بإشعال حريق قاتل في لوس أنجلوسأخبار الحياة البرية

ذكر ترامب في الرسائل وردود البيت الأبيض
أظهرت ثلاث رسائل أُفرج عنها أن اسم الرئيس ترامب ذُكر عدة مرات في مراسلات إيبستين مع ماكسول؛ كما تبيّن تبادل رسائل بين إيبستين والكاتب مايكل وولف. في رسالة من أبريل 2011 أشار إيبستين إلى أن ترامب قضى ساعات في منزله مع شخص لم يُكشف اسمه في الوثائق، وأن “الكلب الذي لم ينبح هو ترامب” وأن ذلك الشخص أمضى ساعات في بيته معه. ردّ البيت الأبيض لاحقًا بأن القصة مفبركة وأن فيرجينيا جيفري لم تتهم ترامب بأي فعل مشين في تصريحاتها.

ردود فعل سياسية وتسريب مضاد
ردّ الجمهوريون في مجلس النواب خلال ساعات بنشر آلاف الوثائق الإضافية مُتهمين الديمقراطيين باختيار مكرر للوثائق لتشكيل رواية مزيفة لتشويه سمعة ترامب. وفي نفس الإطار، وقّعت عضو الكونغرس الديمقراطية الجديدة عادلتا غريخالڤا على عريضة تتيح طرح تصويت في المجلس الذي قد يجبر وزارة العدل على الكشف عن كامل ملف إيبستين. مكتب رئيس مجلس النواب أعلن أن التصويت سيعقد الأسبوع المقبل.

الصور واللقطات المثيرة للجدل
تكشف الرسائل أيضًا عن مناقشات تبدو أنها تؤكد صحة صورة انتشرت لأندرو وهو يضع ذراعه حول جيفري عندما كانت تبلغ 17 عامًا. في تبادل مع صحفي في يوليو 2011، قال إيبستين إن تلك الشابة كانت على طائرته وأن صورتها مع اندرو التُقطت مثل صور كثيرين من موظفيه. اندرو، في مقابلته مع برنامج Newsnight عام 2019، قال إنه لا يتذكر التقاط هذه الصورة واقترح احتمال أن تكون مزيفة.

تفاصيل ادعائية أخرى مذكورة في البريد
بريد داخلي مؤرخ في مارس 2011، سبق نشر القضية، يشير إلى أن امرأة — حُجب اسمها في الوثيقة — عُرِّفت على اندرو على يد إيبستين في منزل ماكسول بلندن عام 2001 حيث جرت علاقة جنسية بحسب الادعاء. يورد البريد كذلك أن مساجية وفتاة أخرى طُلِبَ منهما الجلوس على ركبة اندرو في شقة إيبستين بنيويورك وأنه تحرّش بهما. ويذكر البريد أن إحدى الفتيات أمرتها ماكسول بأن تمارس الجنس مع اندرو وأن تشارك في “حفل جماعي” في جزيرة ليتل سانت جيمس الخاصة بإيبستين، مع طلب بالرد قبل ظهر اليوم التالي.

يقرأ  صورة هذا المعلم في الكتاب السنويتخطف قلوب روّاد الإنترنت

سياق المراسلات ونبرة إيبستين
تظهر الوثائق تسلسلًا أدى إلى إرسال الرسالة إلى ماكسول ثم إلى إيبستين ومن ثم إلى بريد مُحجوب وُشِر عليه لقب “الدوق”. في اليوم الذي نُشر فيه تحقيق Mail on Sunday، أرسل إيبستين رسالة إلى “الدوق” يسأله: “هل أنت بخير؟” وأضاف: “هذه القصص كلها خيال محض”. وفي مراسلة لاحقة إلى المروّج الإعلامي الخاص به كتب إيبستين أن الفتاة التي اتهمت الأمير يمكن توبيخها بسهولة بأنها كاذبة، وأن قصر باكنغهام سيرحب بمثل هذا التبرئة.

خلاصة
الوثائق المنشورة أعادت فتح سجالات قديمة وربطت بين مزاعم مؤلمة واسماء بارزة، مما أثار ضغوطًا سياسية ومطالب عامة بالكشف الكامل عن ملفات إيبستين لمحاربة التضليل وضمان مساءلة كاملة. يجب أن تُكلّف جهة بالتحقيق مع الفتاة فيرجينا روبرتس التي تسببت لكلابن الملكة بهذا القدر من المشكلات.

«أعدك أنّها محتالـة. أنت وأنا سنتمكن من الذهاب إلى أسكوت لبقية حياتنا».

ماندلسون على اتصال عام 2016

أفادت وكالة PA بأن لورد ماندلسون كرر مرارًا تأكيده ندمه على علاقته بإبستاين. وتظهر الوثائق المنشورة حديثًا أنه تواصل مع إبستاين حتى عام 2016.

وكان آخر اتصال أُبلغ عنه سابقًا حين استشار وزير الأعمال آنذاك إبستاين بشأن صفقة مصرفية في مارس 2010، قبل أشهر قليلة من إطلاق سراح الرجل الأمريكي من السجن بعد إدانته بجرائم جنسية تتعلق بقُصَّر، بحسب تقرير صحيفة ديلي تلغراف.

وتتضمن الوثائق الجديدة رسالة إلكترونية من إبستاين إلى لورد ماندلسون بتاريخ 6 نوفمبر 2016، بعد وقتٍ قصير من عيد ميلاد النبيل، جاء فيها: «63 عامًا. لقد نجوت».

ردّ لورد ماندلسون قبل أقل من تسعين دقيقة قائلاً: «فقط. قررت أن أُطيل حياتي بقضاء مزيدٍ منها في الولايات المتحدة».

فأجاب إبستاين لاحقًا: «في بيت دونالد الأبيض»، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في ذلك الأسبوع.

يقرأ  لماذا تختلف موجة شراء الذهب في الهند خلال ديوالي هذا العام؟

أُعفي لورد ماندلسون من منصبه سفيرًا للمملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة في سبتمبر إثر علاقاته بإبستاين، وذلك بعدما كشفت رسائل إلكترونية أنه أرسل إليه رسائل دعم بعد أن أقر الأخير بالذنب في التماس قاصر عام 2008.

ولورد ماندلسون، الذي قال مرارًا إنه يأسف لعلاقته بإبستاين، امتنَع عن التعليق على الرسائل عندما تواصلت معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

أضف تعليق