توفيت السيدة الأولى السابقة لغانا، نانا كونادو أجييمان‑رولينغز، عن عمر يناهز السادس والسبعين عاماً.
كانت أرملة أطول زعماء غانا خدمة، جيري جون رولينغز، الذي توفي قبل خمس سنوات. قاد زوجها انقلابين عسكريين قبل أن يُنتخب رئيساً مرتين في انتخابات تعددية، وقد لعبت زوجته دوراً بارزاً كمستشارة ومرافقة سياسية.
تفيض منصات التواصل الاجتماعي بتعازي وإشادات بمناقبها ودورها السياسي والدفاعي عن حقوق المرأة، حيث اعلن المتحدث باسم الرئاسة، فيليكس كواكي أوفوسو، أنها توفيت صباح الخميس بعد مرض قصير. وفي وقت لاحق، زار أفراد أسرتها الرئيس جون ماهاما لإبلاغه رسمياً بوفاتها؛ ويُذكر أن ماهاما يتزعّم حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي (NDC) الذي أسسه رولينغز بعد وصوله إلى السلطة.
لنا نانا طموحات سياسية هي الأخرى، لكنها خسرت سباق اختيار مرشح الحزب للرئاسة عام 2012. خلال فترة عملها كسيدة أولى أسست “حركة نساء 31 ديسمبر” لتمكين النساء وتعليمهن مهارات كسب الرزق وتطوير مجتمعاتهن، وسُميت الحركة تيمناً بتاريخ انقلاب زوجها الثاني في 31 ديسمبر 1981.
ولدت أجييمان‑رولينغز في نوفمبر 1948 في أسرة من الطبقة الوسطى ونشأت في مدينة كيب كوست. التقت بزوجها مستقبلاً عندما كانت تُقيم تلميذة داخلية في مدرسة أتشيموتا بالعاصمة أكرا. وعلى خلاف زوجها، أكملت تعليمها الجامعي متخصصة في الفنون والنسيج.
التحق جيري رولينغز بالقوات الجوية ونال رتبة ملازم طيران عام 1978، بعد عام من زواجهما. ولم يَطُل الزمن قبل أن يستولي، وهو في الثانية والثلاثين من عمره، على مقاليد الحكم، وكانت زوجته تُعدّ من أبرز المقربين والمستشارين له. ثنائياً شاباً، ساحراً وذو حضور قوي، أثارا خلال حكمهما تباينات بين السخط والإعجاب في المشهد السياسي الغاني.
كانت حركة النساء التي أسستها السيدة الأولى تُنظر إليها في بداياتها كذراع لحزب المؤتمر الوطني الديمقراطي، لكنها سجلت إنجازات ملموسة في تمكين المرأة، لا سيما في المناطق الفقيرة، وأسهمت في تحويل المطالب النسوية إلى سياسات وطنية. كما لعبت دوراً محورياً في بلورة قانون عام 1989 الذي كفل حقوق الإرث للنساء والأطفال، وساهمت في إدخال بنود خاصة بالمساواة بين الجنسين في دستور 1992 الذي أعاد الحياة للتعددية السياسية في البلاد.
أجل البرلمان جلساته حداداً على رحيلها، وتستعد غانا لاستقبال مراسم رسمية لتعزية الأمة في فراق إحدى أشهر شخصياتها السياسية ومناضلاتها اللاتي ناضلن من أجل إشراك المرأة في الحياة العامة.