أُكِّدَت وفاة المخرجة المسرحية كايلي سميث وشريكها ويِل نيلسون، المحاضر في الدراسات الدرامية، كاثنين من ضحايا الحادث الذي تعرَّضت له عربة الفونيكولا في لشبونة. ونشرت فرقة MADS Theatre في ماكليزفيلد تحية تأبينية مساء الجمعة، واصفةً السيدة سميث بأنها «صديقة عزيزة للكثيرين وستُفتقد بشدّة».
انحرفت عربة فونيكولا غلوريا الشهيرة واصطدمت بمبنى يوم الأربعاء، ما أدّى إلى مقتل 16 شخصًا. وقالت الشرطة إن من بين القتلى مواطنين من البرتغال وكوريا الجنوبية وسويسرا وكندا وأوكرانيا وفرنسا والولايات المتحدة. لم تُكشف هوية الضحية البريطانية الثالثة بعد.
وذكر مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء السير كير ستارمر «شَعَرَ بحزن عميق» إثر نبأ مقتل ثلاثة بريطانيين، وأنه يُعبر عن تأييده وتعاطفه مع عائلات الضحايا وكل المتضرّرين من هذه الكارثة. وأضاف المتحدّث باسم الحكومة: «أفكاره مع الأسر ومع المتأثرين بهذا الحدث الرهيب. نقف متضامنين مع البرتغال في هذه اللحظات الصعبة».
لم يتضح حتى الآن سبب الانحراف. وأعلنت شركة النقل العام في العاصمة، كارس، أنها ستُجري فحوصًا لجميع خطوط الفونيكولا وأنها أطلقت تحقيقًا مستقلاً. وقد قال المسؤولون إن العربة، التي يبلغ عمرها نحو 140 عامًا، خرجت عن مسارها حوالى الساعة 18:15 بالتوقيت المحلي قرب جادة Avenida da Liberdade.
هرعت إلى المكان أكثر من ستين وحدة إنقاذ لسحب المصابين من تحت الحطام. أظهرت مقاطع الفيديو والصور عربة صفراء مقلوبة ومتهشِّمة مرمية على شارع مرصوف بالحجارة.
وصف رئيس وزراء البرتغال لويس مونتينغرو الحادث بأنه «واحدة من أعظم المآسي الإنسانية في تاريخنا الحديث»، وأُعلِن يوم حداد وطني. وقد تم الإعلان مبدئيًا عن 17 قتيلاً قبل أن تُعدّل الحصيلة إلى 16؛ كما تبيّن أن مواطناً ألمانيًا اعتُقد أنه ممن فارقوا الحياة كان موجودًا في المستشفى ليلة الحادث.
أدلى شهود عيان بتصريحات موجعة، من بينها قول أحد الركاب: «لن أركب الفونيكولا مرة أخرى أبدًا».
في بيان صحفي قالت شركة كارس إنها التزمت «بجميع بروتوكولات الصيانة»، موضحةً أن الصيانة العامة تُجرى كل أربع سنوات وكانت آخر مرة في 2022. وصرّح رئيس الشركة بيدرو بوغاس أن الإجراءات نُفِّذت بعناية، وأن صيانة الفونيكولا كانت تُنفّذ بواسطة متعاقد منذ 14 عامًا.
الفونيكولا هو نظام سكة حديدية مخصّص للصعود والنزول على المنحدرات الحادّة، ويلعب دورًا حيويًا في تسهيل التنقّل عبر شوارع لشبونة المبلَّطة والمنحدرة. وتُعَدّ خطوط الفونيكولا في المدينة — غلوريا ولافرا وبيكا وغراسا — من معالم الجذب السياحي، حيث تنساب العربات الصفراء المشابهة للترام عبر الأزقة والتلال. افتُتحت غلوريا عام 1885 وكهُربت بعد نحو ثلاثة عقود من ذلك التاريخ.