الشرطة البريطانية تحقق في حريق مشتبه به استهدف مسجد وتتعامل معه كجريمة كراهية أخبار الإسلاموفوبيا

هجوم مشتبه به على مسجد في جنوب إنجلترا يُعتبر «جريمة كراهية»

تجري الشرطة البريطانية تحقيقاً في حادث إحراق يُشتبه أنه استهدف مسجدًا في جنوب إنجلترا، وتتعامل معه كجريمة كراهية في ظل تسجيل سلسلة من الاعتداءات على مواقع دينية.
وصلت دوريات الشرطة إلى موقع الحريق في شارع فيليس أفينيو بمدينة بيسهافن في مقاطعة إيست ساسكس قبل العاشرة مساءً بقليل، بحسب بيان لقوات إنفاذ القانون المحلية.

ألحقت النيران أضراراً بمدخل المسجد وسيارة كانت قرب المدخل، ولم تُسجَّل إصابات بشرية، وفق الشرطة. تظهر صور ومقاطع مصورة انتشرت على الإنترنت سيارة محترقة أمام مدخل المسجد.

ونقلت قناة سي إن إن عن مدير متطوع في المسجد أن شخصين كانا داخل المبنى حين حاول اثنان ملثمان فتح باب المسجد وصبّا البنزين على الدرج قبل إشعال النار. وقال متحدث باسم المسجد في بيان إن المجتمع «مصدوم بعمق» من هذا الاعتداء «الصادم»، وأعرب عن الامتنان بأن الحادث لم يسفر عن إصابات بشرية رغم الأضرار التي لحقت بالمبنى والمركبات.

وأضاف البيان: «هذا الفعل الكريه لا يعبّر عن مجتمعنا ولا عن مدينتنا. كانت بيسهافن دومًا مكاناً للطيبة والاحترام والتكاتف، وسنستمر في تجسيد هذه القيم. نطالب الجميع برفض الفرقة والرد على الكراهية بالوحدة والرحمة.»

قالت المفتشة الرئيسية كارّي بوهانا إن الهجوم أثار مخاوف داخل المجتمع المسلم، وإن هناك زيادة في التواجد الشرطي في موقع الحادث، إضافة إلى دوريات إضافية للتأمين وتقديم الاطمئنان لمواقع العبادة الأخرى في المقاطعة. وأضافت أنّ شرطة ساسكس تتبع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع جرائم الكراهية وأن «لا مكان للكراهية في أنحاء المقاطعة».

هل هو عمل «إرهابي»؟

طالبت موتين علي، نائبة زعيم حزب الخضر، الشرطة بتحديد دوافع الهجوم وما إذا كان يشكل «عملاً إرهابياً». وقالت إن «أشخاصاً كانوا داخل المسجد حين قُذِفته النار، وسينتاب أفراد المجتمع شعور بالخوف والاستهداف بسبب دينهم».

يقرأ  اعتقال رجل في القدس بعد أن رشّ عبارة «الهولوكوست في غزة» على محطة القطار الخفيف

وصف النائب العمالي كريس وارد عن برايتون كامبتاون وبيسهافن الهجوم بأنه «مقزز»، مشدداً على أن غياب الإصابات كان محض حظ. وأضاف: «لا مكان للعنف والكراهية في مجتمعنا المحلي السلمي المتسامح. سنقضي على هذه الظواهر، ونقف متضامنين مع المتضررين.»

يأتي هذا الهجوم بعد حادث دهس وطعن استهدف كنيساً في شمال مانشيستر يوم الخميس الماضي، وأسفر عن وفاة شخصين وإصابة ثلاثة آخرين إصابات خطيرة.

أدانت مجلس المسلمين في بريطانيا الحادث يوم السبت، ووصفتَه بأنه «حادثة إحراق إسلاموفوبية صادمة ومقلقة»، ودعت السلطات إلى «توفير حماية صارمة لجميع دور العبادة». وأضاف المجلس أن هجوم المسجد «يتبَع نمطاً مقلقاً من العنف والترهيب»، مشيراً إلى حادث طعن إمام في هاونسلو الأسبوع الماضي وحالات تهديد بالقنابل وحملات كراهية منسّقة استهدفت مساجد في أنحاء البلاد.

وقال مسجد شرق لندن على حسابه في X إن «مجتمعاتنا—مسلمين ويهوداً ومسيحيين وناساً من كل الأديان ومن دون أديان—يجب أن تبقى موحّدة في مواجهة التطرف والتعصب والعنف.» كما دان مجلس المندوبين للوسط اليهودي البريطاني الحادث، مؤكداً على حق كل جماعة دينية في العبادة بلا خوف.

تأتي الاعتداءات على مواقع العبادة في سياق توتر مستمر في المملكة المتحدة بعد أشهر من الاحتجاجات ضد طالبي اللجوء وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي عُرفت باسم #OperationRaisetheColours. وخلال الأسابيع الأخيرة علّق بعض المشاركين أعلام إنجلترا وصليب سانت جورج وأعلام الاتحاد على جسور الطرق السريعة وعمود الإنارة والدوّارات وبعض المحال، كما رُسمت صلبان حمراء على خطوط عبور المشاة البيضاء. رغم أن البعض يقدّم هذه الحملة كعمل وطني، فقد ارتبطت بوقائع عنصرية بما في ذلك ظهور كتابات عنصرية على الجدران.

أضف تعليق