الشرطة البريطانية: فيديو حريق كنيسة لا صلة له بالمهاجرين

تداولت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في أغسطس ادعاءاتً كاذبة تفيد بأن شابّان باكستانيّين أشعلَا حريقًا في كنيسة بويلز بينما كانت الاحتجاجات ضد الهجرة تتصاعد خارج فنادق تؤوي طالبي لجوء في المملكة المتحدة. لكن الشرطة المحلية أوضحت أن الفيديو المتداول يُظهر احتراقًا وقع في إبريل، وأنه أُلقيَ القبض على مراهقَين محليّين عقب الحريق في مدينة بورت تالبت، ووصفت الشائعات المُروّجة على الإنترنت — ومنها مشاركات نُسبت لمؤسس موقع إنفوورز، أليكس جونز — بأنها «معلومات كاذبة تمامًا».

في منشور بتاريخ 27 أغسطس 2025 على منصة إكس، رُفِعَ المقصود به صورة وادّعاء يزعم استهداف المسيحية في بريطانيا؛ وانتشرت مزاعم مماثلة عبر إكس ومنصات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام، وترجمتها وتداولتها صفحات بلغات عدة، من بينها الهولندية والألمانية.

جاءت هذه الادعاءات بينما استمرت الاحتجاجات لأسابيع خارج فنادق تؤوي طالبي اللجوء في إنجلترا، ما أشعل نقاشًا محتدماً حول سياسات الهجرة في المملكة المتحدة.

مع ذلك، لم تُسجل اللقطات الأصلية في أغسطس، ولا تُظهر أن مهاجرين باكستانيين هم من أضرموا النار، بحسب تصريحات الشرطة المحلية.

أظهر بحث بالصور العكسية أن اللقطات كانت متداولة على تيك توك منذ 24 أبريل على الأقل، حين نشر مستخدم أن الحادثة وقعت في بورت تالبوت، وسلطت تقارير إخبارية محلية الضوء على حريق طال مبنى كنيسة Bethany English Calvinistic Methodist Chapel المهجورة في تلك الليلة — وهي كنيسة تاريخية تأسست عام 1879 وأُغلقت عام 2000.

أفادت خدمة الإطفاء في وسط وغرب ويلز بأن فرق الإطفاء استجابت بست فوهات مائية لإخماد الحريق الذي استمر حتى الساعات الأولى من 25 أبريل، ووصف التقرير المبنى بأنه تعرّض لأضرار بالغة.

لا دليل على صلة بالمهاجرين

انتشرت مزاعم أن مهاجرين باكستانيين هم من أشعلوا الكنيسة خلال الأيام التي تلت الحريق، غير أن السلطات نفَت هذه الادعاءات سريعًا. وأعلنت شرطة جنوب ويلز في بيان بتاريخ 28 أبريل أنها اعتقلت مراهقَين — صبيّ يبلغ من العمر 14 عامًا وآخر 15 عامًا، كلاهما من مقاطعة نيث بورت تالبوت — للاشتباه في ارتكابهما جريمة إشعال عمدي للنار. ولم تُفصح الشرطة عن هويتي المراهقين لأن القانون البريطاني يكفل لهما حقّ السرية حتى بلوغهما الثامنة عشرة.

يقرأ  فيديو يظهر أعمال هدم في إندونيسيا — لا علاقة له بادعاء أن الجيش التايلاندي يهدم منازل في كمبوديا

على منصة إكس، ردّت الشرطة على عدة مستخدمين نشروا الادعاءات، ومن بينهم جونز، الذي شارك الفيديو في منشور لاحق حُذِف لاحقًا وادّعى أن «كنيسة في ويلز أُحرِقت بواسطة غزاة باكستانيين». قالت الشرطة في ردودها إن «هذه معلومات كاذبة تمامًا»، وأنه تمّ اعتقال مراهقَين من نيث بورت تالبوت للاشتباه في إشعال الحريق، وحثّت الجمهور على عدم تداول الشائعات التحريضية.

طلبت وكالة الأنباء الفرنسية تحديثات من القسم المعني بالقضية لكن لم تتلقَّ ردًا. ذكرت وسائل إعلام محلية اعتقال المراهقين، ولم يعثر صحفيو الوكالة على تقارير رسمية تُحمّل الحريق لمهاجرين باكستانيين.

من الجدير بالذكر أن أليكس جونز، مؤسس موقع إنفوورز المعروف بنشر نظريات المؤامرة، سبق أن روّج لمعلومات مُضلِّلة مرارًا، وأُدين في قضايا تشهير متعلقة بادعائه أن مجزرة مدرسة ساندي هوك عام 2012 كانت مزيفة.

كما أجرت وكالات التحقق تدقيقات إضافية في مزاعم متعلقة بالهجرة ونشرتها للعموم.

أضف تعليق