الصليب الأحمر يسرّح ٢٬٩٠٠ موظف ويقلّص الميزانية مع تراجع دعم المانحين

تراجع تمويل الولايات المتحدة في ظل أجندة «أمريكا أولاً» يجبر الصليب الأحمر على تقليصات عالمية واسعة

نشر في 21 نوفمبر 2025

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستفرض تخفيضات كبيرة في عملياتها عام 2026، بقطع ما يقرب من خمس ميزانيتها السنوية وتسريح نحو 2,900 موظف، وذلك في وقت يتراجع فيه تمويل العمل الإنساني من قبل المانحين العالميين.

«نواجه تلاقيًا خطيرًا بين تصاعد النزاعات المسلحة، وتقلصات كبيرة في التمويل، وتسامح منهجي مع الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي»، قالت رئيسة اللجنة ميرجانا سبولياريتش في بيان الجمعة.

أكدت المنضمة أن إنفاقها سينخفض إلى نحو 2.2 مليار دولار، محذرةً من أن قطاع المساعدات بأكمله يمرّ بـ«أزمة مالية غير مسبوقة».

وأضاف متحدث باسم الهيئة أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مانح للمنظمة، لكنها خفضت مساهماتها هذا العام، في سياق انخفاضات مماثلة من داعمين تقليديين آخرين مثل المملكة المتحدة وألمانيا.

ورغم التأكيد على التزام اللجنة بالعمل في خطوط المواجهة حيث تنشط قليل من الجهات الأخرى، شددت سبولياريتش على أن «الواقع المالي يضطرنا لاتخاذ قرارات صعبة لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للفئات الأكثر حاجة».

ترى اللجنة أن حكومات عدة تُحوّل موازناتها نحو الإنفاق على الدفاع والأمن، ما يترك وكالات الإغاثة تكافح للحفاظ على برامجها بينما تتصاعد أزمات الصراع والنزوح والحاجة الإنسانية.

«أمريكا أولاً»

يأتي هذا التحول في وقت تعيد فيه واشنطن ترتيب أولويات مساعداتها الخارجية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث أعاد برنامج «أمريكا أولاً» تشكيل معايير الإنفاق الخارجي الأمريكية.

أدت تخفيضات التمويل المجمعة إلى إلحاق أحد أكبر برامج إعادة الهيكلة التي شهدتها الهيئة منذ عقود. وتمثل خسائر الوظائف نحو 15% من قوة العمل البالغ عددها نحو 18,500 موظف، منها نحو 200 منصب في جنيف، مقر تأسيس اللجنة عام 1863.

يقرأ  الشرطة تطالب مجدداً بمنع «أوريتش» من دخول مكتب نتنياهو

وقالت اللجنة إنها ستدمج إدارات، وتبسط الهياكل الإدارية، وتركز على عمليات الخطوط الأمامية في مناطق الصراع حفاظًا على مهمتها الأساسية. ومع أن الميزانية تقلصت، فإن الهيئة تصرّ على الحفاظ على وجودها في السودان وأوكرانيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

سيأتي نحو ثلث خفض الوظائف عبر مغادرة طوعية أو بعدم شغل مناصب شاغرة.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الفاعلة في أكثر من 90 دولة، تدعم المدنيين في مناطق النزاع، وتزور أسرى الحرب، وتعمل كوسيط محايد. ومؤخرًا سهّلت نقل أسرى إسرائيليين من غزة وفلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيلية بموجب اتفاق تهدئة مؤرّخ في 10 أكتوبر مدعوم من الولايات المتحدة.

أضف تعليق