الصين تعرض مكافآت مالية مقابل معلومات عن ضباط الجيش التايواني أخبار التكنولوجيا

بكين تتهم 18 فرداً بنشر دعاية «انفصالية» بعد تعهّد زعيم تايوان بتعزيز الدفاع الجوي

وضعت السلطات الصينية مكافآت مالية مقابل معلومات تقود إلى اعتقال 18 من العسكريين التايوانيين المتهمين بإجراء عمليات نفسية ونشر رسائل تعتبرها بكين ذات طابع انفصالي. وأعلنت شرطة مدينة شيامن الساحلية السبت عن مكافآت تصل إلى 1,400 دولار لمن يقدم معلومات عن هؤلاء الذين وصفهم بيان الشرطة بأنهم أعضاء محوريون في قسم الحرب النفسية التايواني.

وجاء الإعلان بعد يوم من تعهّد رئيس تايوان ويليام لاي تشينغ-تي بتعزيز دفاعات الجزيرة عبر منظومة حماية جوية جديدة وزيادة الإنفاق العسكري. ونشرت السلطات صوراً وأسماءً وأرقام هويات الأفراد، مؤكدة أنهم أديروا مواقع لترويج المعلومات المضللة، وطوّروا ألعاباً إلكترونية تروّج للاستقلال، وأنتجوا مقاطع فيديو مضللة.

وقال مكتب الأمن العام في شيامن إنّ هؤلاء الضباط خططوا لفترة طويلة لما وصفه بـ«الأنشطة الانفصالية». وردّت وزارة الدفاع التايوانية بالرفض التام، واعتبرت الاتهامات تجسيداً لـ«تفكير استبدادي وعنيد» تهدف إلى تقسيم المجتمع وشنّ «حرب إدراكية».

وكان إعلان المكافآت رد فعل غاضباً من بكين على خطاب لاي في يوم الاستقلال القومي، حيث كشف عن خطط لإنشاء شبكة دفاع جوي باسم «T‑Dome» ودعا الصين إلى التخلّي عن تهديدات استخدام القوة. ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لاي بأنه «مثير للمشاكل وخالق للخطر وصانع للحرب»، بينما اتهم مكتب شؤون تايوان إياه بمحاولة دفع المسار الانفصالي عبر العنف ودعم خارجي.

ومالت وسائل الإعلام المقربة من الدولة لتضخيم نقد بكين؛ ففي افتتاحية صحيفة Global Times القومية قُوّضت خطط لاي الدفاعية ووصفت منظومة «T‑Dome» بأنها «وهم مكلف» سيرتّب سكان تايوان ثمنه. وتؤكد بكين على سيادتها على تايوان بالرغم من رفض تايبيه القاطع، وقد كثّفت في السنوات الأخيرة ضغوطها العسكرية والسياسية، ما أبقى احتمال تدخل عسكري صيني أحد المخاوف الدائمة لدى سكان الجزيرة.

يقرأ  صور مذهلة حائزة على جوائز من جوائز تصوير المناظر الطبيعية ٢٠٢٥ — التصميم الذي تثق به · محتوى يومي عن التصميم منذ ٢٠٠٧

ويُعدّ الإشعار المطلوب ذا قيمة محدودة عملياً، إذ أن عناصر الاستخبارات التايوانية لا يزورون البرّ الرئيسي علناً، والنظام القضائي الصيني لا يملك سلطة على الجزيرة. وكانت بكين قد أصدرت في يونيو مكافآت مشابهة استهدفت 20 شخصاً اتهمتهم بعمليات اختراق عسكرية، لكن تايوان تجاهلت تلك الخطوة.

تصاعد التوترات يأتي في وقت تتصاعد فيه أيضاً الخلافات التجارية بين بكين وواشنطن. ففي يوم الجمعة هدّد ترامب بفرض تعريفة إضافية بنسبة 100% على واردات صينية ردّاً على قيود بكين على تصدير معادن الأرض النادرة، وشكّك في إمكانية لقائه مع زعيم الصين شي جينبينغ على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، رغم أنه قال لاحقاً إنه لم يلغِ اللقاء.

وحذر جيمس زيمرمان، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية في الصين، من أن النزاع «يعرض حياة الناس للخطر» ويبعث برسالة إلى بكين مفادها أن «أمريكا شريك تجاري غير موثوق». وتبقى الولايات المتحدة الشريك الأمني الرئيسي لتايوان، رغم أن ترامب جمد في سبتمبر مساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون دولار وفق تقارير، ما أثار مخاوف من احتمال استخدام تايوان كورقة للمساومة.

أضف تعليق