العفو الدولية تطالب بفتح تحقيق في جرائم حرب بعد هجوم قوات الدعم السريع على مخيّم للاجئين بالسودان

تقرير منظمة العفو الدوليّة يدعو إلى تحقيق في جرائم حرب

ملخّص
وثّقت منظمة العفو الدولية روايات عن فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع خلال هجوم واسع على مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور في أبريل من هذا العام، ودعت إلى فتح تحقيق مستقل بشأن احتمال ارتكاب جرائم حرب.

التفاصيل
أصدرَت المنظمة تقريراً يوم الأربعاء يجمِع شهادات وشواهد عن هجوم واسع النطاق شنّته قوات الدعم السريع على مخيّم زمزم، الذي يُعدّ أكبر مخيّم للنازحين داخلياً في الولاية. وذكر التقرير أن المهاجمين استخدموا متفجرات في مناطق مأهولة وأطلقوا النار عشوائياً على أحياء سكنية، كما صدرت عنهم أعمالُ إحراق متعمّدة للمساكن ومبانٍ أخرى، وأفعال قد ترقى إلى الاغتصاب والنهب.

ممارسات مروّعة وشهادات الناجين
استند التقرير إلى مقابلات مع 29 شخصاً من شهود وناجين وأقارب ضحايا، إضافة إلى مقاطع فيديو وصور بالأقمار الصناعية. شهود عيان ذكروا أن عناصر من الدعم السريع أطلقوا النار على الأقل على 47 مدنياً كانوا يختبئون في منازلهم أو يحتمون بمسجد، فيما روى أحدهم أن المهاجمين كانوا «يصرخون ويطلقون النار في كل مكان»، وآخر قال: «لم تكن تستطيع أن تحدد من أين تأتي القذائف، كان كلّ شيء في كل مكان». ووصفت متطوعة بموضوعية تقطع بأن أحد عناصر الدعم السريع كان يطلق النار عشوائياً من سيارته قرب السوق الرئيسي للمخيّم.

النطاق الإنساني والتهجير
أورد التقرير أن الحملة تسببت في نزوح نحو 400 ألف شخص من المخيّم خلال يومين فقط، فيما تزامن الهجوم مع حصارٍ فرضته قوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة الولاية، ثم توسُّعَت تحركاتها شرقاً نحو منطقة غرب كردفان، ما زاد من أعداد النازحين والمشردين داخلياً الذين اقترب عددهم من الملايين منذ بدء القتال في أبريل 2023.

يقرأ  بتسوانا تعلن حالة طوارئ صحية عامة جراء نقص الأدوية

انتهاكات محتملة للقانون الدولي
تؤكّد منظمة العفو أن إطلاق النار دون استهداف عسكري محدّد يمكن أن يشكّل هجوماً عشوائياً وانتهاكاً خطيراً للقانون الانساني الدولي، وأن عمليات القتل والاغتصاب والنهب التي رُوِّيت عنها في التقرير قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية. وأدناه شهادات تفصيلية تتضمن حالات استهداف أفراد داخل مساكنهم وداخِل المساجد، وكذلك قصص أسر فقدت قِوامها خلال اقتحامات مسلحة، من بينها رواية شاهد رأى نحو 15 مسلحاً يقتحمون سكنه ويقتلونه أخاه البالغ من العمر 80 عاماً وابن أخيه البالغ 30 عاماً.

ردود الفعل السياسية
أعربت أغنيس كالامار، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، عن إدانتِها الشديدة قائلة إن «الهجوم الوحشي والمُتعَمَّد على مدنيين جائعين ويائسين في مخيّم زمزم يكشف مرة أخرى التجاهل المروع لحياة الإنسان»، ودعت إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات وضمان سبل إنصاف للضحايا. كما كرّر التقرير اتهامات سابقة موجّهة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهي اتهامات نفتها الإمارات رسمياً. وفي المقابل، تتعرّض القوات المسلحة السودانية أيضاً لادعاءات بارتكاب جرائم حرب عديدة خلال النزاع.

آفاق التسوية والمخاطر المستمرة
منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قتلَ عشرات الآلاف وشُرِّدَ نحو 12 مليون شخص. رغم مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية وخطة قدمتها «المجموعة الرباعية» (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة)، وإعلان قوات الدعم السريع وقفاً أحادياً لإطلاق النار مؤخراً، إلا أن الاشتباكات المستمرة تُظهِر قِلّةَ رغبة فعلية لدى الطرفين لإنهاء الحرب.

دعوة إلى إجراءات ومساءلة
يختتم التقرير بنداءٍ واضحاً لإجراء تحقيقاتٍ مستقلة بشأن جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المزعومة، وتوفير حماية عاجلة للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب مساءلة المسؤولين ومنع إفلاتهم من العقاب عبر آليات قضائية وطنية ودولية فعّالة. كما دعا التقرير الجهات الدولية المعنية إلى توثيق الأدلة واتخاذ الاجراءات الرادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع.

يقرأ  العدّاء الكيني إيفانز كيبيتيقول إنه خُدِع للانضمام إلى الجيش الروسي والسفر إلى أوكرانيا

أضف تعليق