الغوريلا المهددة: ما يجب معرفته عن الجولات السياحية وتعقّبها

بويندي، أوغندا — 24 سبتمبر يُحتفى به كاليوم العالمي للغوريلا. أُطلق هذا اليوم في 2017 تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس مركز رصد الغوريلا في رواندا، الذي أسسته العالمة الأميركية ديان فوسي؛ وهي عالمة أوليات وحافظة بيئة اكتسبت شهرة عالمية بفضل أبحاثها ورعايتها لهذه الحيوانات.

الغوريلا التي درستها فوسي ورعتها تنتمي إلى نوع الغوريلا الشرقية، وتعيش غالباً في كتلة فيرونغا الجبلية التي تمتد على أجزاء من الكونغو ورواندا وأوغندا. النوع الآخر، المعروف بالغوريلا الغربية، يسكن مناطق غرب ووسط افريقيا.

تفقد الغوريلا موائلها بفعل الصيد الجائر والتهديدات الأخرى. وتدرجها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، بينما تُصنّف ثلاث من أصل أربع سلالات فرعية على أنها مهددة بشدة بالانقراض.

صلة القرب مع البشر
يتشارك البشر نسباً كبيرة من مادّتهم الجينية مع الغوريلا، وتشير تقديرات العلماء إلى تشابه يصل إلى 98%. وتقول مجلة Nature العلمية: «الغوريلا أقرب الأقارب الأحياء للبشر بعد الشمبانزي، ولها أهمية مماثلة في دراسة أصول الإنسان وتطوره». وهذه القرابة تشرح جزئياً مدى حساسية الغوريلا للإصابات المعدية التي تنتقل عبر الاتصال القريب مع السياح والباحثين وغيرهم. فهي عرضة خصوصاً لفيروسات الإنفلونزا، وتُعدّ أمراض الجهاز التنفسي سبب وفاة متكرر بين البالغين منها.

عند تتبع الغوريلا في البرية يُنصح الزوار عادةً بالابتعاد مسافة لا تقل عن سبعة أمتار عن القردة، وعدم لمسها حتى لو اقتربت أحياناً من الناس. خلال حياتها كانت فوسي تخشى أن يؤذي سياح الغوريلا رفاهية هذه الحيوانات عبر تغيير سلوكها الطبيعي، لكن مشاريع الحفظ القائمة على السياحة في دول مثل أوغندا أثبتت على مرّ السنين نجاحها في حماية الغوريلا وتعزيز جهود المحافظة.

الأسرة قبل كل شيء
تتكوّن مجموعات الغوريلا البرية من أسر يقودها ذكر سائد يُعرف بـ«الذو الظهر الفضي» نسبةً إلى رقعة الفراء الفضي على ظهره. ويتعايش هذا الذكر مع ذكور أصغر تُظهر له الاحترام، ومع عدد من الإناث والصغار والرضّع. يضمّ متنزه بويندي الوطني المنيع في أوغندا، الذي تؤوي فيه العديد من الغوريلا الباقية في العالم، 27 أسرة تعتبر «متمرسة» أو معتادة على وجود البشر، أي أنها تبدو مرتاحة في حضور الناس. ومن الأسماء المعروفة هناك «مورينزي» وهو اسم محلي يعني «الحامي»، وقد لوحظت عليه خصال الحماية والاهتمام بأسرته.

يقرأ  الجيش يغلق الشوارع في محاولة لاحتواء الاضطرابات في نيبال | أخبار الاحتجاجات

لتأكيد سلطته يقف الذو الظهر الفضي أحياناً على قائميه الخلفيتين، ويقرع صدره ويصدر أصواتاً عالية تُرغم الذكور الأصغر على الفرار وتُحذّر المنافسين من مجموعات أخرى. أما الأمهات فمعروفات بعطائهن الحنون لأطفالهن؛ فقد قالت مؤسسة ديان فوسي لحماية الغوريلا إن «الحب الذي تظهره الأمهات لصغارهن عميق ولا يُمكن إنكاره لكل من حظي بمشاهدته». ويمكن للغوريلا أن تعيش أكثر من أربعين سنة في البرية.

مواجهة تهديد فقدان الموائل
جلال الغوريلا في البرية هو سبب جذبها للسياح، ومع أنها أكبر الرئيسيات الحية فإن مظهرها قد يوحي أيضاً بالوداعة واللطف. قد يزن ذكر ذو ظهر فضي متوسط حتى 180 كيلوجراماً. وهي حيوانات عاشبة تتغذى بالأساس على الأوراق وبراعم وسيقان النباتات، وقد تتناول أحياناً النمل والقواقع أيضاً.

وتذكر البرنامج الدولي للحفاظ على الغوريلا أن الخطر الرئيسي الذي يتهدد هذه الحيوانات هو فقدان الموائل نتيجة تطهير النظم الحرجية التي تقطنها. «تحويل الأراضي للزراعة والتنافس على الموارد الطبيعية المحدودة مثل الحطب يؤديان إلى درجات متفاوتة من إزالة الغابات»، بحسب المجموعة التي تضم ائتلافاً من المنظمات غير الربحية العاملة على بقاء غوريلا الجبال.

أضف تعليق