الفاشر… «مسرح جريمة» بعد استيلاء قوات الدعم السريع — مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة

الفاشر تتحول إلى «مسرح جريمة»… ومطالب بمحاكمة من استهدفوا المدنيين

تقول المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية إن مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تحوّلت إلى ما يشبه مسرح جريمة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر، وتدفع الأمم المتحدة نحو فتح وصول إنساني عاجل إلى المدينة وسكانها المحاصرين.

توم فليتشر، الذي أنهى زيارة ميدانية للسودان، وصف منطقة دارفور الغربية بأنها «عرض رعب مطلق» مستنداً إلى شهادات ناجين عديدة. ولفت في تسجيل مصوّر إلى أن الفاشر — بناءً على روايات من نجا— هي في الأساس مسرح جريمة، وأن الاعتداءات المتعمدة على المدنيين لا بد أن تتوقف، وأن مرتكبي هذه الجرائم يجب أن يواجهوا العدالة.

الانتهاكات المبلغ عنها تشمل عمليات قتل جماعي، واختطاف، وعنف جنسي واسع النطاق، وفق منظمات حقوقية وشهود عيان. ونفت قوات الدعم السريع استهدافها المدنيين، وزعمت أن أي حوادث من هذا النوع تقوم بها عناصر خارج إطار القيادة، لكن الأدلة الأولية التي جمعتها جهات أممية ومراقبون تشير إلى وقوع مجازر قد تكون نفّذتها المجموعة المسلحة.

المجلس الأممي لحقوق الإنسان أمر بإجراء تحقيق في الانتهاكات التي جرت في الفاشر، بعد أن كانت المدينة محاصرة قرابة ثمانية عشر شهراً قبل سقوطها في 26 أكتوبر. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن المجتمع الدولي عليه واجب واضح بالتحرك؛ فقد كان هناك الكثير من التظاهر والظهور الإعلامي وقليل من العمل الفعلي، ويجب أن يقف المجتمع الدولي بوجه هذه الفظائع التي تجسّد قسوةٍ عارية تُستخدم للسيطرة على شعب بأكمله.

الوضع الإنساني متدهور: تُقدّر الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف من سكّان الفاشر محاصرون ومقطوعون عن المساعدات والخدمات الصحية والإمدادات الأساسية. ومنذ سيطرة الدعم السريع على المدينة، فرّ أكثر من مئة ألف شخص إلى بلدات ومخيمات نزوح مجاورة، بحسب أحدث أرقام الأمم المتحدة.

يقرأ  تم ترحيل ستة غرب أفارقة من الولايات المتحدة إلى غانا ونُقلوا إلى توغو رغم نزاع قضائي

شهادات الناجين تشير إلى وجود جثث على جوانب الشوارع، وبحث باحثون في الولايات المتحدة عن طريق صور الأقمار الصناعية أظهر مؤشرات على دفن جماعي للجثث. وفي الوقت نفسه تواصل قوات الدعم السريع تقدمها شرقاً نحو منطقة كردفان المجاورة، حيث سجّل المفوض السامي لشؤون اللاجئين تكثيفاً للغارات الجوية والهجمات بالطائرات المسيّرة وحشوداً عسكرية منذ مطلع نوفمبر.

بلدات مثل بابنوسة وديلينغ وكادوقلي محاصرة، مع تدهور سريع في إمدادات الغذاء والمياه والخدمات الصحية، بحسب مفوضية اللاجئين. كما أن حصيلة الضحايا المدنيين مرتفعة بشكل خاص في مناطق بارا وبابنوسة وغبّيش وامّ كريديّم، بينما تستمر عمليات النزوح داخل كردفان وبين الولايات إلى الخرطوم والشمالية والنيل الأبيض.

تدعو وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى توسيع الوصول الإنساني فوراً وتوفير حماية للمدنين، والحد من تدفّق السلاح إلى مناطق النزاع، وإجراء تحقيقات مستقلة ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات. الوقت لا يزال في طرفه، لكن هناك فرصة يجب أن يستغلها المجتمع الدولي لتجنّب مزيد من الكارثة الإنسانية ورفع المعاناة عن المتضرّرين.

أضف تعليق