الفلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم يخشون مواجهة الحزن والألم

احتفل الفلسطينيون في غزة باتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكن كثيرين ما زالوا يخشون مواجهة الحزن المتراكم خلال عامن من الحرب.

«هذا الصباح، عندما سمعنا خبر الهدنة، اجتمع في قلوبنا الفرح والألم معاً»، قالت أم حسن، التي فقدت ابنها البالغ من العمر 16 عاماً، لهيئة الإذاعة البريطانية. «من شدة الفرح بدأ الصغار والكبار يهللون، وفي الوقت ذاته بدأ الذين فقدوا أحباءهم يتذكرونهم ويتساءلون كيف سنعود إلى بيوتنا من دونهم».

وأضافت أم حسن: «كل شخص فقد أحداً يشعر بهذا الحزن بعمق ويتساءل كيف سيعود إلى منزله».

الإعلان الذي صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب — والذي لا بد أن يوافق عليه مكتب الحرب الإسرائيلي — ينص على إفراج عن 20 رهينة أحياء ورفات 28 رهينة مقابل إطلاق سراح 250 سجِيناً فلسطِينياً محكومين بالمؤبد و1,700 موقوفاً من قطاع غزة.

هذه الخطوة تشكل المرحلة الأولى من خطة سلام من 20 بنداً قد تمهّد لنهاية الحرب، مع العلم أن المراحل التالية لا تزال تحتاج إلى تفاوض.

«نحن المدنيون هم من عانوا ويعانون حقّاً»، قال دانيال أبو طبيخ من مخيم جباليا. «الفصائل لا تشعر بألمنا. أولئك القادة الجالسين مريحين في الخارج لا يعرفون معنى المعاناة التي نمر بها هنا في غزة».

وأضاف: «ليس لدي بيت. أعيش في الشوارع منذ عام ونصف».

شنّت إسرائيل الحرب على غزة رداً على هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، التي قُتل فيها نحو 1,200 شخص معظمهم مدنيون إسرائيليون، وخُطف 251 آخرون.

وأودت الهجمات الإسرائيلية بأكثر من 67,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، وتُعتبر أرقامها مرجعية من قبل الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى. وقد تضرّر أو دُمر أكثر من 90٪ من مساكن غزة، حسب الأمم المتحدة.

يقرأ  أسفرت عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن وفاة ٣٨ مليون شخص منذ عام ١٩٧٠الأعمال والاقتصاد

«جعل الله صبرنا مثابراً»، قالت أم نادر كلب من شمال غزة، التي فقدت سبعة من أقاربها خلال الحرب، بينهم أبناؤها. «إن شاء الله يعين المفاوضين ويعيدنا جميعاً إلى بيوتنا، وتعود أسرانا سالمين. نحن لا نريد الحرب».

وقال موسى، طبيب في دير البلح بوسط القطاع: «خسرنا كثيراً خلال عامي الحرب. غزة دُمرت، وما زال أمامنا زمان صعب، لكن الأهم أننا نأمل في الأمان».

مع انتشار أنباء اتفاق وقف النار المحتمل نهاية الأسبوع، قال حسام زملوط، رئيس الممثيلية الفلسطينية في بريطانيا، لهيئة الإذاعة البريطانية: «أسوأ ما مرّ في السنتين الأخيرتين هو أنك بينما تفقد أحبّاءك وأقاربك وجيرانك لا تسمح لنفسك بالحزن أو بالشعور بالحزن العميق أو بمعالجة مشاعرك الإنسانية، لأن همّك الأساسي كان محاولة إيقاف ما يحدث».

وأضاف: «عندما كان ناسنا وعائلاتنا يُقتلون، كان الشعور واحداً: كيف نوقف هذا؟ كيف ندفن موتانا وكيف نعتني بجراحنا؟ لكن بعد الحدث، والذي آمل أن يكون قريباً جداً، سيكون الشعور السائد هو الحزن والحداد وإحساس عميق بالخسارة، لأن ما فقدناه هائل».

أضف تعليق