بعد احد أكبر التظاهرات اليمينية المتطرفة في بريطانيا، أعيد تداول فيديو قديم مع ادعاءات زائفة بأنه يُظهر مسيرة “اتحدوا المملكة” في لندن. تُظهِر لقطات الطائرة دون طيار التي انتشرت سابقًا أنها تعود لمسيرة يوم الاستقلال في عاصمة بولندا وارسو في نوفمبر 2023، وتتطابق مع صور Google Street View لطريق المسيرة.
في 14 سبتمبر 2025 نُشر فيديو على موقع ويبو عليه تعليق بالصينية المبسطة يقول: «أكبر تظاهرة في تاريخ أوروبا. أكثر من مليون شخص شاركوا في احتجاج قومية Unite the Kingdom في لندن». ومن بين الشعارات المعلنة: «مطلبهم الرئيس هو استعادة المملكة المتحدة»، مع التركيز على حرية التعبير والأمن القومي والضمان الاجتماعي وقضايا الهجرة.
يُظهر الفيديو من منظور جوي حشودًا تلوّح بالأعلام وتشعل الألعاب النارية اليدوية بينما تملأ جسرًا وشارعًا بمدينة. التقطت وكالة الأنباء AFP لقطة شاشة من منشور ويبو بتاريخ 19 سبتمبر 2025 وأوضحت عليها علامة حمراء تنبيهًا للخداع.
انتشر الفيديو أيضًا عبر منصات مثل دوين، ويوتيوب شورتس، وإكس، ونشرته وسائل إعلام صينية بعد أن تجمّع ما يصل إلى 150 ألف شخص في تظاهرة يمينية متطرفة بالعاصمة البريطانية في 13 سبتمبر، حيث رُصد متظاهرون مرتدون أعلام إنجليزية وبريطانية قرب داونينغ ستريت لحضور خطب لوجوه مرتبطة باليمين المتطرف من أوروبا وأميركا الشمالية، من بينهم الملياردير مالك منصة إكس إيلون ماسك.
أرفق بعض المتظاهرين صور الناشط الأميركي اليميني تشارلي كيرك، الذي وصفه البعض بأنه قُتل، بينما حملت لافتات أخرى شعارات مثل «أوقفوا القوارب» وانتقادات حادة لرئيس الوزراء العمالي كير ستارمر.
قالت الشرطة إنها قامت بـ25 عملية اعتقال وأُصيب 26 من عناصرها إثر اندلاع اشتباكات عندما حاول بعض الحضور دخول مناطق «معقمة» قرب متظاهرين مناهضين.
الفيديو المتداول على الإنترنت لا يصور تظاهرة لندن. بحث عكسي للصور على غوغل باستخدام لقطات مفتاحية من الفيديو المضلل أظهر نفس المشاهد منشورة على حساب في بولندا على منصة إكس بتاريخ 11 نوفمبر 2023، كما تطابقت العلامة المائية في أعلى يمين الفيديو مع اسم المستخدم على إكس. وتشير ترجمة تعليق الفيديو الأصلي إلى أنه لقطات طائرة عن مسيرة يوم الاستقلال البولندية: «مشاهد مذهلة لمئات آلاف الناس الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتفال ببولندا!»
نشر نفس المستخدم نسخة غير مُقتطعة من الفيديو على يوتيوب، وأفادت تقارير أن مسيرة يوم الاستقلال في وارسو حضرها عشرات الآلاف من أنصار اليمين المتطرف الذين هتفوا بشعارات مناهضة للاتحاد الأوروبي وسط بحر من الأعلام الحمراء والبيضاء. وتُظهر صور التقطتها AFP مشاركين يلوحون بالأعلام الوطنية ويشعلون الألعاب النارية اليدوية.
أفادت محطة RTE أن المشاركين ساروا على المسار المعتاد في 11 نوفمبر لعقد من الزمن، عبر جسر بونياتوفسكي قبل أن يتجمعوا في الاستاد الوطني للاستماع إلى خطب قادة يمينيين متطرفين. كما تبين أن الفيديو المتداول يطابق صور Google Street View لجسر بونياتوفسكي.
سبق لوكالة AFP أن فندت ادعاء آخر كان يعيد تمثيل نفس الفيديو على أنه احتجاج مناهض للحكومة في 2024.