القمة الثلاثون للمناخ تستمع إلى أصوات الدول المتضرِّرة من آثار الاحترار العالمي أخبار أزمة المناخ

دعوات متصاعدة لتحمّل الدول المتقدمة أكبر مسؤلية

نُشر في 8 نوفمبر 2025

قادة دول تعيش بعض أشد التداعيات الكارثية لأزمة المناخ العالمية — من أعاصير وفيضانات وانهيارات — طالبوا مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل (COP30) باتخاذ خطوات فعلية وعاجلة.

الزعماء مجتمعون على مشارف غابة الأمازون الآخذة في التقلّص بسرعة، ويركزون على تقليص الفجوة بين الدول النامية والبلدان الغنية التي تساهم بأكبر حصة من انبعاثات الغازات الدفيئة، والسعي لموازنة أفضل بين الحقوق والمسؤوليات التاريخية.

رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا شدّد على ضرورة وضع خارطة طريق ملموسة “لعكس إزالة الغابات، والتخلي عن الوقود الأحفوري، وتعبئة الموارد المطلوبة”. ومن المبادرات المطروحة خلق سوق كربون عالمية مشتركة تسمح للدول التي تقلّ انبعاثاتها عن أهدافها ببيع اعتماداتها للدول التي تتجاوز التزاماتها.

تعهدت دول غنية العام الماضي بمبلغ 300 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة آثار الاحتباس الحراري، لكن الأموال لم تُفرَج بعد. والدول النامية ومنظمات المناصرة الدولية تعتبر هذا المبلغ غير كافٍ بشدّة، وتطالب بحجم دعم يصل إلى نحو 1.3 تريليون دولار سواء عبر قنوات حكومية أو استثمارات خاصة.

خلال اجتماع القادة يوم الجمعة، بيّن الدبلوماسي الهايتي سميث أوغستين أن إعصار ميليسا دمر بلاده، مشدّداً على أن دول الجزر الصغيرة هي الأقل مسؤولية عن التغير المناخي وأشدّها تضرراً. نائب رئيس كينيا كيثوري كينديكي وصف تتابع موجات الجفاف الشديدة التي يعقبها فيضانات مدمرة بأنها مسار كانت تحدث مرة كل قرن وأصبحت الآن تضرب باستمرار، مشيراً إلى انزلاق أرضي قاتل وقع الأسبوع الماضي.

رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي طالبت القادة بأن “نخفض رؤوسنا خجلاً” لأن صندوق الخسائر والأضرار الذي أنشئ في مؤتمر 2022 بمصر ما زال رأسماله يقلّ عن 800 مليون دولار، في حين تكبدت جامايكا أضراراً تفوق 7 مليارات دولار، فضلاً عن كوبا وهايتي والباهاماس.

يقرأ  من كابول إلى شيكاغو: عودة الإمبراطورية إلى الوطن — دونالد ترامب

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف أكّد أن الدول التي تعاني أشد الآثار لا تطلب صدقات، بل تسعى إلى “عدالة مناخية”. ووجّه كثيرون نقداً إلى الولايات المتحدة التي تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وصفت تغيّر المناخ بـ”الخدعة” وامتنعت عن إرسال ممثل رسمي للمفاوضات بينما تصعد من اعتمادها على الوقود الأحفوري.

أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقريره الأخير إلى أن الاحتمال كبير جداً أن يتجاوز العالم هدف 1.5 درجة مئوية خلال العقد المقبل — وهو الحد المتفق عليه دولياً بموجب اتفاق باريس. أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذّر المجتمعين في البرازيل بأن خيارهم إما أن يقودوا أو يُقادوا إلى الهلاك، مشيراً إلى أن العديد من الشركات تحقق أرباحاً قياسية من تدمير المناخ وتُنفق مليارات على الضغوط والتضليل وعرقلة التقدّم.

غوتيريش أقرّ بأن تجاوز 1.5 درجة مئوية قد يكون حتمياً على المدى القصير، “لكن المهم مدى الارتفاع ومدة بقائه”. وتؤكد الأمم المتحدة أن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض بنحو النصف بحلول 2030، وأن تصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 ثم تتحول إلى صافي سالب فيما بعد.

أضف تعليق