جولان يوخپاز، المدير التنفيذي لهيئة البث “كان”، شدّد على أن اسرائيل يجب أن تظل جزءًا من مسابقة يوروفيجن، رادًّا على تهديدات متصاعدة من دول أوروبية بمقاطعة الحدث على خلفية الحرب في غزة.
في فعالية إطلاق خريطة برامج “كان” بتل أبيب، رفض يوخپاز التصريحات الصادرة عن عدد متزايد من الاذاعات الأوروبية ومسؤولين حكوميين وفنانين يعلنون استعدادهم لرفض المشاركة في نسخة 2026 من مسابقة يوروفيجن إذا شاركت إسرائيل، قائلاً: «لا مبرر لاستبعاد إسرائيل من هذا الحدث الثقافي، الذي لا يجوز تحت أي ظرف أن يتحوّل إلى ساحة صراعيّة سياسية».
أعلنت هولندا وأيرلندا وسلوفينيا رسميًا أنها ستقاطع المسابقة في حال وجود متسابق إسرائيلي عام 2026، فيما ألمحت إسبانيا إلى إمكانية الانضمام إلى المقاطعة. ونقلاً عن الـBBC، صرّح وزير الثقافة الإسباني إرنست أورطاسون: «علينا التأكد من أن إسرائيل لا تشارك في اليوروفيجن القادم». كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث مؤخرًا إلى منع إسرائيل من المشاركة في المنافسات الرياضية الدولية على خلفية الحرب.
ممثلون ثقافيون من آيسلندا ألمحوا أيضًا إلى رفضهم المشاركة في حال كان هناك متسابق إسرائيلي، وأعلنت إذاعة بلجيكا دعمها لفكرة انسحاب إسرائيلي محتمل.
أفادت تقارير Ynet Global بأن الاتحاد الأوروبي للإذاعات (EBU)، الجهة المنظمة ليوروفيجن، يحاول الوساطة لإيجاد حل توفيقي. وحسب مصادر داخل الاتحاد، تمّ نقل اقتراحات غير رسمية للممثلين الإسرائيليين تتضمّن انسحابًا مؤقتًا من المسابقة أو أداءً تحت علم حيادي. وأضافت التقارير أن الاتحاد «لم يقدّم حتى الآن أي مقترحات رسمية إلى كان بخصوص المشاركة في مسابقة العام المقبل، وأن المشاورات مع الأعضاء مستمرة ولن تُتّخذ قرارات قبل انتهاء العملية».
من المقرّر أن يجتمع مجلس إدارة الاتحاد للتصويت على المسألة أوائل ديسمبر، ويأمل المسؤولون أن تُحَل القضية بحلول ذلك الموعد. ورغم صخب الأقلّية الرافضة، فإن غالبية الاذاعات الأوروبية تُنوي المشاركة كالمعتاد.
من الجدير بالذكر أن روسيا مُنعَت من إرسال متسابقين منذ غزوها أوكرانيا في 2022، وقد أكّد الاتحاد مرارًا أن المنافسة ليست بين حكومات بل بين هيئات البث العام، وأن اتحاد البث الروسي خالف قواعد المسابقة.
أشار يوخپاز إلى سجل إسرائيل المتميّز في يوروفيجن، وهو حدث تتابعه مئات الملايين سنويًا، حيث يُحدَّد الفائز بمزيج من تصويت الجمهور واللجان الوطنية.
هذا العام، وفي مواجهة نداءات مماثلة للانسحاب، فازت أغنية إسرائيلية بعنوان «سيرتفع يوم جديد» بالأصوات الجماهيرية؛ أدّاها يوفال رافائيل، الناجي من مجزرة مهرجان نوفا، وحلّ رافائيل ثانيًا في الترتيب العام. وفي 2024 احتلّت إيدن جولان المركز الخامس والمركز الثاني في تصويت الجمهور، وفي 2023 جاءت نوا كيريل ثالثة قبل اندلاع الحرب. فازت إسرائيل بالمسابقة أربع مرّات منذ مشاركتها الأولى في 1975 (1978، 1979، 1998، 2018).
اتهم فنانون ومحطات أوروبية، الذين حصلوا على نقاط أقلّ من رافائيل في 2025، إسرائيل بتلاعب نتائج تصويت الجمهور، مستشهدين بحملات ترويجية أطلقتها وكالة إعلانية تديرها الحكومة لصالح أغنية «سيرتفع يوم جديد». لكن هذه الممارسات شائعة بين الدول المشاركة وليست مخالفة للقوانين؛ إذ وجدت هيئة التحقيق التابعة للاتحاد، المعروفة باسم «سبوتلايت»، أن دولًا مثل مالطا واليونان وألبانيا وبولندا وأرمينيا وفرنسا نفّذت حملات مماثلة.