المبعوث الأمريكي: حان دور إسرائيل في الامتثال بعد خطوة لبنان لنزع سلاح حزب الله — تقارير عن هجمات إسرائيلية على لبنان

طالب المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بعدما أقرّت بيروت خطةً لتجريد حزب الله من سلاحه بحلول نهاية العام، مقابل وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.

قال باراك للصحافيين في بيروت بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون: «هناك دائماً نهج تدريجي، لكن الحكومة اللبنانية قامت بدورها وقطعت الخطوة الأولى. الآن المطلوب من اسرائيل أن تلتزم بالمصافحة المتكافئة». ووصف قرار الحكومة بـ«قرار لبناني يتطلب تعاون اسرائيلي»، مشيراً إلى أن واشنطن تناقش حالياً مع الجانب الإسرائيلي موقفه من الخطة من دون الإدلاء بتفاصيل إضافية.

الخطة المدعومة أميركياً ترسم خارطة طريق من أربع مراحل لتسليم أسلحة حزب الله، مقابل وقف العمليات البرية والجوية والبحرية وسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. صادقت الحكومة اللبنانية على الخطة في 7 أغسطس على الرغم من رفض الحزب الصريح للتجريد، ما أثار مخاوف من تصعيد إسرائيلي قد يطال الأراضي اللبنانية حتى بعدما وُقع هدنة في نوفمبر أنهت الحرب.

على الأرض، واصلت اسرائيل هجماتها على لبنان في الأسابيع التي تلت موافقة الحكومة على الخطة، ما يضاعف القلق من قدرة تطبيق الاتفاقية على تهدئة الوضع. وفي ردّه على سؤال عمّا إذا كان يتوقع انسحاباً كاملاً لإسرائيل من الأراضي اللبنانية، قال المبعوث الأمريكي: «هذا بالضبط هو الخطوة التالية المطلوبة».

أضاف باراك أن هناك «تعاوناً من جميع الأطراف» وأن الهدف ليس ترهيب أحد، مشدداً على أن النتائج الإيجابية ستعود بالنفع على حزب الله ولبنان وإسرائيل على حد سواء.

«اقتراح اقتصادي»

ذكر المبعوث أيضاً أن واشنطن ستطرح مقترحاً اقتصادياً لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، في إطار جولة دبلوماسية مكثفة بين الولايات المتحدة ولبنان. عبّر باراك عن تفاؤل حذر بعد اللقاء، قائلاً إن «العودة إلى الازدهار والسلام في متناول اليد، وأتوقع أن نرى تقدماً في عدة مجالات خلال الأسابيع المقبلة».

يقرأ  العفو الدولية تتهم إسرائيل بتعمد تجويع الفلسطينيين في غزةأخبار غزة

ومع ذلك تبرز مخاوف جدّية بشأن كيفية تنفيذ عملية التجريد، خصوصاً أن حزب الله يرفض المشاركة في المباحثات ما لم تنهي اسرائيل هجماتها وتسحب قواتها من الجنوب. وعن ذلك، حذّر نائب الأمين العام لحزب الله ناعم قاسم الجمعة من احتمال انزلاق الأمور إلى حرب أهلية، قائلاً إنه «لن يكون هناك حياة» في لبنان إذا حاولت الدولة مواجهة الحزب أو إلغاؤه.

في بيان خطي عقب لقائهما، طالب عون «أطرافاً أخرى» بالالتزام بمضمون خارطة الطريق. ومن المتوقع أن يلتقي باراك أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، الذي غالباً ما يتولى التفاوض بالنيابة عن حزب الله مع واشنطن.

مراحل الخطة

– المرحلة الأولى: أصدرت الحكومة قراراً يلتزم بتجريد حزب الله الكامل بحلول نهاية العام — وهو القرار الذي اعتمدته فعلاً — مقابل توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
– المرحلة الثانية: تبدأ الحكومة خلال 60 يوماً تنفيذ خطة التجريد وتوافق على نشر قوات في الجنوب؛ عندها يبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وإطلاق سراح سجناء لبنانيين.
– المرحلة الثالثة: خلال 90 يوماً لاحقاً يُفترض أن تنسحب اسرائيل من آخر نقطتين من أصل خمس نقاط حدودية متنازع عليها، وتؤمن مصادر تمويل لإعادة إعمار لبنان.
– المرحلة الرابعة: يتم تفكيك الأسلحة الثقيلة المتبقية لدى الحزب، وتعقد الدول الحليفة مؤتمراً لدعم الانتعاش الاقتصادي للبنان.

خلال الحرب التي امتدت 14 شهراً العام الماضي خرج حزب الله منهكاً، وزُعم أن زعيمه حسن نصرالله قُتل في ضربة إسرائيلية كبرى على بيروت، بينما كان الحزب قبل الحرب يُعدُّ أكثر تسليحاً من الجيش اللبناني. يؤكد الحزب أنه يحتاج إلى سلاحه لحماية لبنان من الهجمات، في حين يتهمه منتقدوه باستخدام ترسانته كورقة ضغط سياسية.

يقرأ  ثالث وفاة جراء حرائق الغابات في إسبانيا بينما يبقى الآلاف مشردين في أوروبا — أخبار أزمة المناخ

تواصل قيادة حزب الله موقفها الرافض لبحث ترسانته ما لم تُنهِ اسرائيل هجماتها وتنسحب قواتها من الجنوب. وفي المقابل يطالب كل من عون وسلام بتجريد الحزب ويشترطان وقف الهجمات والانسحاب الإسرائيلي كمدخل لذلك.

وفي تطورات ميدانية يوم الإثنين، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن انفجار منزل في بلدة ميس الجبل، وتفجير صوتي في بلدة الضهر الحدودية، وتحليق طائرات مسيّرة فوق وادي زفتا والنعاميرية ووادي كفرا. أعلن عون عزمه زيادة تمويل الجيش اللبناني وجمع موارد مالية من المانحين الدوليين لإعادة الإعمار. وتقدر مجموعة البنك الدولي أن الحرب ألحقت أضراراً وخسائر اقتصادية بنحو 11 مليار دولار، في بلد يعاني منذ 2019 أزمة اقتصادية خانقة.

أضف تعليق